الاقــتـبــاس
1 - قال ابن الرومي في هجائه:
لإن أخطأت في مديحك ** ما أخطأ في منعي
لقدت أنزلت حاجاتي ** بواد غير دي زرع.
2 – قال الشاعر:
قل لي إن رقيبي ** سيئ الخلق فداريه
قلت دعني وجهك ** الجنة حفت بالمكاره.
3 – قال أحد المتكلمين: ".. ولا تحسب أن سبوغ ستر نعم الله عليك غير متقلص عما قريب إذا لم ترجوا لله وقارا".
ملاحظة الأمثلة
إذا تأمنا الشطر الأخير في المثالين 2،1 (واد غير ذي زرع – الجنة حفت بالمكاره) نلاحظ أن هذه العبارات ليست من كلام الشاعر وإنما أخذت من القرآن الكريم، ومن الحديث النبوي الشريف، كما نلاحظ أن الشاعر لم يورد الآية ولا الحديث وإنما اكتفى بما يخدم غرضه. كما لم يصرح بأن هذه العبارات التي ضمنها في كلامه هي من القرآن الكريم أو من الحديث النبوي وهذا ما يسمى بالاقتباس. وإذا أمعنت النظر في المثال الأخير نلاحظ أن الجزء الآخير منه اقتبسه من القرآن الكريم إلا أن هذه المرة جاء في النتر وليس في الشعر. كما نلاحظ أن الخطيب غير قليلا في الكلام المقتبس من صيغته الاستفهام الإنكاري إلى صيغة الشرط، وهذا يدل على أن الاقتباس يكون وفق مقاصد المبدع وحسب غرضه.
استنتاج عام
الاقتباس هو تضمين الكلام الشعري أو النثري شيئا من القرآن الكريم أو الحديث النبوي دون أن نشير أنه منهما. ويمكن للمقتبِس أن يحدث تغييرا قليلا في ما اقتبسه خدمتا لغرضه من الكلام.