أبو الوليد ابن رشد: نص؛ الفلسفة والدين
الفلسفة في العصور الوسطى.. (الفلسفة الاسلامية):
علاقة الفلسفة بالدين، ابن رشد نموذجا
قضية النص وسياقها التاريخي؛
يتناول هذا النص قضية أساسية وقف عندها أغلب الفلاسفة المسلمين منذ دخول الفلسفة مجال الثقافة العربية الإسلامية، حيث فرضت نفسها على كل المتكلمين والفلاسفة المسلمين لاعتبارات متعددة منها ما هو فكري خالص، ومنها ما هو اجتماعي ثقافي، ومنها ما هو سياسي، وهي قضية العلاقة بين الفلسفة والدين أو بين الحكمة والشريعة، كما يبرز النص في نفس الوقت موقف الدين (الشرع) من الفلسفة.
إشكال وأسئلة النص؛
يطرح هذا النص إشكالا فلسفيا متعلقا بمسألة العلاقة الموجودة بين الفلسفة الدين وكذا مسألة رأي الدين في الفلسفة، وهما مسألتان يمكن التعبير عنهما استفهاميا على المنوال التالي:
أية علاقة بين الفلسفة والدين؟ هل هي علاقة تضاد وقطيعة، أم هي علاقة توافق واتصال؟
ما موقف الدين من الفلسفة ؟ هل الدين يحرم فعلا الفلسفة أم أن الدين يدعو إلى التفلسف ويأمر به؟
موقف صاحب النص "ابن رشد"؛
انطلق ابن رشد في أطروحته من تعريف الفلسفة وبيان مقصدها، فاعتبرها نظرا عقليا في الموجودات يهدف إلى معرفة وإدراك الصانع (الخالق) وعظمته، وقد أبرز ابن رشد أيضا أن الشريعة تدعو وتحث على النظر في الموجودات وعلى استخدام العقل، وفي الأخير أكد أن الفلسفة لا تتعارض مع الدين بل إنهما متصلان متوافقان، لأنهما معا حق.
الإطار المفاهيمي النص؛
يشتمل هذا النص على مجموعة من المفاهيم التي تختلف من حيث دلالتها، ويمكن في هذا المجال أن نميز بين حقلين أو معجمين دلاليين مختلفين:
المعجم الفلسفي: التفلسف، الاعتبار، القياس، البرهان، الحق،
المعجم الديني / الشرعي: الندب، الشرع، الشريعة، الخالق، الوجوب، القياس الشرعي،
- وبين الحقلين الدلاليين توجد مفاهيم مشتركة مثل: الحق، القياس.