المحور الثاني: الوعي الأخلاقي
مجال الأخلاق / مفهوم الواجب / إشكال الوعي الأخلاقي
تساؤلات محوية: إذا كان الوعي الأخلاقي هو القدرة على الحكم والتمييز بين الأفعال الإنسانية، خيرة أو شريرة، فاضلة أو رذيلة، مباحة أو ممنوعة، فما الأساس الذي يبنى عليه هذا الحكم؟ كيف يميز الإنسان بين الخير والشر؟ وما مصدر هذا الحكم، هل هو مرتبط بما فطري في الإنسان أم أنه يستمد من العقل(كانط + فايل) أم أنه من خارج الذات؟
موقف جون جاك روسو: فطرية الضمير الأخلاقي
تعتبر الفطرة أي الطبيعة الخيرة للإنسان - في نظر روسو- أساس الوعي الأخلاقي، والفطرة هنا تشير إلى مجمل الأحاسيس الداخلية التي يَعُج بها باطن الذات، من عواطف وانفعالات ورغبات ( حب الذات، الخوف من الألم والموت، الرغبة في العيش السعيد..)، هذه الأحاسيس هي ما يمنح الوعي الأخلاقي وجوده وأساسه الحقيقي. "الفطرة إذن هي أساس هذا الوعي، وهي التي تمكن الإنسان من التمييز بين الخير والشر بمجرد ما أتتم معرفته بالعقل".
لكن أفعلا أساس وعينا الأخلاقي فطري غريزي أم أن الأمر عكس ذلك؟
موقف فريدريك نيتشه: تحليل نص؛ شقاء الوعي الأخلاقي
إن العلاقة بين الدائن والمَدين تفرض على وعي المَدِين ضرورة تسديد الدين باعتباره ذلك واجبا، وذلك بموجب عقد اتفاقي مُلْزِم، وفي حال عدم تسديد الدين فإن المَدين يكون من واجبه تعويض الدائن بشيء أخر مما يملك وتحت سيطرته كجسده مثلا أو زوجته أو حريته.. هكذا وفي نطاق قانون الالزام هذا يكمن أصل التصورات الأخلاقية، في نظر نيتشه مثل الخطأ والضمير والواجب. بمعنى أن أساس الوعي الأخلاقي يتحدد وفق الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.