محور إشكال الحرية والحتمية (بن رشد + ميرلوبونتي)

المحور الأول: الحرية والحتمية

تمهيد إشكالي:

إذا كانت الحتمية تعني كل ما نخضع له بالضرورة، فما علاقة الحرية بالحتمية؟ وهل حرية الإنسان حرية مشروطة بحتميات. إذا كان الأمر كذلك، فما طبيعة هذه الحتميات؟ أم أن الحرية الإنسانية لا تحدها شروط ولا حتميات؟..

تحليل نص/ موقف أبو الوليد بن رشد:

ليس كل ما يفعله الإنسان نابعا من إرادته وناتجا عن اختياره الحر، لأنه ليست كل أفعاله حرة بشكل مطلق، كما أنها ليست كلها مقيدة بشكل مطلق. فكل ما يصدر عنه من أفعال تتركب مما هو إرادي إلا أنهه يظل مشروطا بما هو معطى له بالفطرة (قدراته الجسدية والذهنية) وبما هو مفطور عليه.

إذن، فالفعل الإنساني - حسب بن رشد - مشروط ومحكوم بضرورات خارجة عن إرادته ولا يملك أية قدرة على تجاوزها، ما دام أنه مجبر على أفعاله. لكنه في نفس الوقت له القدرة على الاختيار بحسب ما هو معطى له، مما يعني أن الأمر يتعلق بحرية مشروطة لدى الإنسان.

تحليل نص/موقف موريس ميرلوبونتي:

يوجد الإنسان – حسب ميرلوبونتي - لذاته وأمام العالم والأخرين، هذا الوضع معطى له ولم يختره لذاته، لكنه يمتلك القدرة على فعل ما يراه مناسبا لتجاوز ذلك الوضع وتغييره دون أن يلغيه أو ينفيه بشكل تام.

هذا يعني أن الإنسان  - في نظره - لا يمتلك حرية مطلقة، وفي نفس الوقت فهو ليس مجرد تابع وخاضع لحتميات تحكم سلوكه.

لكن ألا يمكن القول إن الإنسان كائنا حرا بامتياز؟ وإن له إرادة في الفعل؟

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق