تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الدماغ

 ما الذي يحدث لدماغك عندما تنقطع عن وسائل التواصل الاجتماعي؟

قد يكون الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي تحديًا صعبًا، ولكنه يعود عليك بفوائد كبيرة.
21 يناير 2025


قلم: فيتوريا ترافيرسو


يقضي البالغون ما يقارب ساعتين يوميًا في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، بينما يقضي المراهقون ضعف هذا الوقت، خاصة على منصات تيك توك وإنستغرام، وتشير الدراسات إلى أن الابتعاد عن هذه التطبيقات قد يساهم في تحسين الصحة النفسية والعقلية بشكل سريع و مفاجئ.

كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الدماغ؟

 اختارت جامعة أكسفورد برس كلمة "تعفن الدماغ" لتكون كلمة العام في 2024، إذ أن التحدي يكمن في إيجاد قوة الإرادة لتقليص وقت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب الطريقة التي تستغل بها هذه التطبيقات نظام المكافأة في الدماغ. توضح "آنا ليمبكي" خبيرة الطب الإدماني ومؤلفة كتاب "Dopamine Nation" أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تم تصميمها لتجذب انتباهنا عبر نظام المكافآت في الدماغ، حيث أن كل تعليق أو إعجاب يؤدي إلى إفراز الدوبامين، الذي يمنح شعورًا بالمتعة والرضا، إلا أن الاستخدام المستمر لهذه المنصات يؤدي إلى اضطراب هذا النظام، حيث يقل إنتاج الدماغ للدوبامين تدريجيًا، مما يدفع المستخدمين إلى الحاجة للتصفح أكثر لاستعادة الشعور بالمتعة الطبيعية. كما تذكر "بايج كوين" التي شاركت في دراسة حول تأثير التوقف عن استخدام وسائل التواصل الإجتماعي على الشباب، إلى أن الإستخدام المفرط يختلف من شخص لآخر، وتشير إلى أهمية وضع أهداف واقعية لتقليل الوقت الذي نقضيه على هذه التطبيقات، سواء كان ذلك عن طريق التوقف الكامل أو عن طريق تقليص وقت الإستخدام، حيث أظهرت دراسة شملت 65 فتاة تتراوح أعمارهن بين 10 و 19 عامًا إلى أن التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمدة ثلاثة أيام ساهم في تعزيز احترام الذات وتقليل مشاعر العار المرتبطة بالجسم.

كيف تتعامل مع أعراض الانسحاب من وسائل التواصل الاجتماعي؟

من الطبيعي أن تشعر خلال الأيام الأولى من التوقف بالقلق أو الرغبة الشديدة في العودة للتصفح، ولكن مع مرور الوقت، يتكيف الدماغ مع مستويات الدوبامين الطبيعية، ويصبح التوقف أسهل. قد يكون التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أسهل عندما نتشارك التجربة مع الآخرين، حيث شجعت أستاذة علم النفس "تومي-آن روبرتس" المشاركات في دراسة أجريت على الفتيات المراهقات في كلية كولورادو على التواصل عبر الواتساب للحصول على الدعم المتبادل، مما قلل شعورهن بالعزلة، بالإضافة إلى أن الاستراحة من هذه المنصات يتيح لنا فرصة التفكير في تأثيرها على حياتنا اليومية.

الحفاظ على التوازن مع وسائل التواصل الاجتماعي

من المهم أن نضع بعض الضوابط للحفاظ على التوازن بعد فترة التخلص من الإدمان لتجنب العودة إلى الإفراط في الإستخدام، كإيقاف الإشعارات، والابتعاد عن الهاتف في أوقات معينة، واستبدال التصفح بأنشطة مفيدة كالرياضة، أو القراءة، أو قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة. تقول وودروف: "لا يمكننا التخلص من وسائل التواصل الاجتماعي بالكامل، ولكن أخذ استراحة بين الحين والآخر يساعدنا على إعادة التوازن ومراجعة كيفية استخدامنا لهذه المنصات وكيفية تأثيرها على حياتنا."

هذا المقال مأخوذ عن مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية https://ngalarabiya.com/
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق