علم اجتماع الأدب، درس النصوص- المنهج الاجتماعي

المنهج الاجتماعي: "علم اجتماع الأدب" حميد حميداني

درس النصوص: مناهج نقدية- المنهج الاجتماعي: تحليل نص علم اجتماع الأدب. 

تـأطـيـر:

اختلفت مناهج الدراسات النقدية في تعاملها مع النص الأدبي بفعل اختلاف المرجعيات التي ينطلق منها كل ناقد، أضف إلى ذلك مرونة النص الأدبي التي جعلت النقاد يحاولون مقاربته من زوايا متعددة. ومن المناهج النقدية نذكر المنهج النفسي الذي يركز على نفسية المبدع، وهناك أيضا المنهج البنيوي الذي ينظر للأدب كبنية منغلقة ومستقلة عن الحياة أو المجتمع والأفكار أو نفسية الأديب، ثم نجد أيضا المنهج الاجتماعي الذي يعتبر الأدب ظاهرة اجتماعية وأن المبدع غير منفصل أو معزول عن المجتمع. وقد ظهر المنهج الاجتماعي في العالم العربي في بداية القرن ال20 نتيجة المثاقفة والترجمة والبحث النقدي البديل، ومن رواده العرب نجد نجيب العوفي، إدريس الناقوري، صلاح فضل، محمد مندوب، وصاحب كتاب «من أجل تحرير سوسيو-بنائي للرواية "رواية المعلم علي نموذجا"» حميد حميداني. فما القضية التي يطرحها الكاتب؟ وكيف عرضها؟

مرحلة ملاحظة النص: علم اجتماع الأدب

يقدم النص مجموعة من المؤشرات والعتبات لقراءته، لدينا العنوان «علم اجتماع الأدب» الذي ركب تركيبا إضافيا يحيل إلى أن الأدب يؤدي وظائف تتصل بالإنسان والمجتمع، وبالتالي يمكن أن يشكل موضوع للدراسة في علم الاجتماع، وبذلك تكون العلاقة بينهما علاقة انعكاس. أضف إلى ذلك بداية النص التي تحدد أن المنهج الذي يدرس الفن الروائي من وجهة نظر اجتماعية يعرف بالمنهج الاجتماعي.

مرحلة صياغة الفرضية

من خلال المؤشرات السابقة نفترض أن النص سيتحدث  عن الخصائص المحددة للمنهج الاجتماعي في علاقته بالأدب وخاصة في علاقته بالرواية. أي أنه سيبرز مميزات هذا المنهج وأهميته في دراسة الأعمال الأدبية عامة والرواية خاصة.

لحظة فهم النص، الأفكار الأساسية

يتناول النص قضية نقدية تثير علاقة البعد أو الواقع الاجتماعي بالأدب والرواية.

وتتجلى عناصر القضية في اعتبار المنهج الاجتماعي ينطلق من فكرة قوامها أن الأدب ظاهرة فكرية اجتماعية، وأن قيمته تنحصر في ما يحمله من مدلولات اجتماعية، أما الجوانب الجمالية فهي مجرد وسائل مساعدة وليست غاية في ذاتها. فالهدف من البحث عن العلاقة بين العمل الأدبي والمجتمع يتمثل في الكشف عن أثر  العمل الأدبي في نقل قضايا المجتمع. وأن ما يفسر اهتمام المنهج الاجتماعي بالرواية أكثر من غيرها، هو استيعابها لأكثر عدد من القضايا الاجتماعية، وقد استشهد الكاتب بأحد مناصري المنهج الاجتماعي يتعلق الأمر بالناقد الروسي «بليخانوف» الذي يؤكد أن ما يتحدث عن العمل الأدبي هو المدلول الاجتماعي الذي يحمله.

تحليل نص «علم اجتماع الأدب» ل"حميد حميداني"

طريقة عرض النص

اعتمد الكاتب لعرض أفكاره منهج استنباطي قائم على التدرج من العام إلى الخاص، إذ استهل نصه بمقدمة عرف فيها الأدب باعتباره ظاهرة فكرية اجتماعية، ثم حدد العلاقة بين المنهج الاجتماعي والأدب، كما عرض مقومات وأسس المنهج الاجتماعي، ليخلص إلى التأكيد على أن الفعل الأول في الممارسة النقدية يتمثل في البحث عن المضامين الاجتماعية أولا.

الأساليب الواردة في النص

كما اعتمد مجموعة من أساليب المحاجة (الشرح والتفسير)؛ حيث اعتبر "الأدب ظاهرة فكرية اجتماعية..". وقارن الرواية بالفنون الأدبية الأخرى كالشعر والمسرح والقصة. واستشهد بأحد مناصري المنهج الاجتماعي "بليخانوف". علاوة على أسلوب الاستنتاج..

مظاهر الاتساق في نص "علم اجتماع الأدب"

وقد تحقق للنص اتساقه التركيبي والدلالي والمعجمي بطرق عدة؛ تركيبيا تحقق بحروف الوصل والعطف (المسرحية والرواية)، وبالأسماء الموصولة (الاجتماعي الذي ظهر)، وبالاستدراك (ولكن ليست). أما دلاليا فقد تحقق الاتساق عن طريق الإحالة بالضمائر المتصلة والمنفصلة والمستترة وأسماء الإشارة، فهناك الإحالة النصة القبلية (إن الرواية بانفتاحها) والإحالة النصية البعدية عن طريق اسم الإشارة (هذا الكاتب حاول) إضافة إلى الإحالة المقامية (كان يعتبر تقويم الناقد).

هذا وقد تميزت لغة النص بطابع تقريري مباشر وذلك لتبسيط معاني النص لإقناع المتلقي وهذا ينسجم وطبيعة النص كونه نص إقناعي وليس إبداعي أو إمتاعي.

تركيب ختامي

تأسيسا على ما تقدم نخلص إلى ان النص يتناول المنهج الاجتماعي من حيث خصائصه ومقوماته. فقد انطلق الكاتب من فكرة أن الأدب ظاهرة فكرية اجتماعية وأن قيمته تنحصر في ما يحمله من مدلولات اجتماعية وليس في الجوانب الجمالية التي هي وسائل مساعدة، ما دام أن العلاقة بين العمل الأدبي والمنهج الاجتماعي تتمثل في أثر المجتمع في صياغة العمل الأدبي. 

وقد تدرج الكاتب في تقريره للمنهج الاجتماعي محافظا على التسلسل بين الفقرات ومعتمدا أساليب وحجج وبراهين للإقناع بفكرته.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق