نص نجيب العوفي البعد الاجتماعي في الكتابة القصصية، المجموعة القصصية "رجل وامرأة" نموذجا

البعد الاجتماعي في الكتابة القصصية، المجموعة القصصية "رجل وامرأة" نموذجا

موضوع مقالي تطبيق المنهج الاجتماعي من خلال نص نجيب العوفي.

      ساهمت المثاقفة في جعل النقاد ينفتح ن ويتأثرون بمناهج نقدية حديثة جعلتهم يتخلصون من رواسب النقد القديم القائم على الانطباعية والذاتية، ومن تم صار التعامل مع النص الأدبي خاضعا لمنهج معين حسب المنطلقات التي يأخذ بها كل ناقد. كما أن مرونة النص الأدبي جعلته قابل بأن يدرس بأكثر من منهج.

ومن بين المناهج النقدية نجد المنهج الاجتماعي والذي ينطلق من فكرة أن الأدب ظاهرة فكرية اجتماعية. وقد ظهر هذا المنهج في العالم العربي مطلع القرن العشرين وكان من بين رواده العرب حميد حميداني، محمد مندور، ونجيب العوفي مؤلف النص الذي هو قيد الدراسة.
فما القضية الأساسية التي يتناولها النص؟ وما طبيعة المنهج المعتمد فيه؟

      يقدم النص لنا مجموعة من المؤشرات والعتبات اليتي تتيح قراءته، ومنها العنوان والذي يتكون من شقين؛ الأول: "البعد الاجتماعي في الكتابة القصصية"، البعد الذي جاء على صيغة المفرد  مما يدل على أن الناقد يعتمد في مقاربته على المنهج الاجتماعي مستبعدا أبعادا  أخرى ممكنة مثل المنهج النفسي والمنهج البنيوي، أما الشق الثاني من العنوان فهو النموذج  التطبيقي العام الذي هو القصة ، والنموذج التطبيقي الخاص "المجموعة القصصية «رجل وامرأة»" علاوة عن المصدر "درجة الوعي في الكتابة" الذي يحدد طبيعة ومستوى الكتابة الإبداعية عند الكتاب.

من خلال هذه المنطلقات نفترض أن الموضوع الذي سيتناوله النص مقاربة البعد الاجتماعي في إبداع الكاتب.
بعد قراءتنا للنص نجد أنه يتناول قضية نقدية تبحث في العلاقة بين العمل الإبداعي والواقع الاجتماعي.
أما عناصر القضية فتتجلى في أن الناقد المغربي العوفي يقارب طبيعة مستوى الكتابة الإبداعية عند الكاتبة زينب فهمي رفيقة الطبيعة والنموذج التطبيقي هو المجموعة القصصية "رجل وامرأة"، فقد أكد الناقد على أن الكاتبة استطاعت الانتقال عبر تجاوز الذات والنزول إلى حضيض المجتمع لتستمد منه لوحات قاتلة تفضح الأوضاع الملوثة منبها على أن الرؤية الاجتماعية تتطلب التخلص من نوبات الذات والاندماج الكلي في المضمون الاجتماعي. كما سجل الناقد مجموعة من المؤاخذات وهي حضور الجانب الذاتي لدى الكاتبة وعدم قدرتها على استعاب الحدث الاجتماعي من كل أبعاده. ليخلص الناقد بتطبيقه للمنهج الاجتماعي على المجموعة القصصية إلى أن عناصر القصة الاجتماعية عند رفيقة الطبيعة غير متوازنة.

هذا وقد اعتمد الناقد في عرضه للقضية نهجا اتسم بالتدرج والتسلسل بين الفقرات قائما على أسلوب الاستنباط، حيث استهل النص بمقدمة أكد فيها على حضور عنصر الذات في المجموعة القصصية، ثن انتقل إلى عرض الهدف من المجموعة لقصصية وعلاقتها بالواقع الاجتماعي مسجلا جملة من المأخذ، ليخلص في الخاتمة إلى تحديد موقفه من عناصر القصة الاجتماعية من حيث الفكرة والشخصيات والحدث والحوار.

وقد حقق النص تماسكه تركيبيا ودلاليا ومعجميا، فالاتساق التركيبي تحقق عن طريق الوصل بحروف العطف (القهر والاستلاب) والأسماء الموصولة (التي تنص عن نفسها)، أما الاتساق الدلالي فتحقق عن طريق الإحالة مثل (استبطان الذات وتأثير صراعاتها) فالضمير (الهاء) يحيل على الذات وهي هنا إحالة نصية قبلية، ثم الإحالة النصية البعدية مثل قول الكاتب (اتهامات هذه الذات) فاسم الإشارة يحيل على ما بعده أي الذات، ثم الإحالة المقامية (يملأ بها وجدان القارئ) إحالة إلى خارج النص.

      على سبيل الختم نخلص أن النص عبارة عن قراءة نقدية اعتمد فيها الناقد على المنهج الاجتماعي في المجموعة القصصية «رجل وامرأة» حيث ركز على المضمون الفكري في شقه الاجتماعي ودرس كيفية تعامل الكاتبة مع الواقع الاجتماعي ، وأبان عن علاقة ذات الكاتبة بهذا الواقع مسجلا عدة مؤاخذات على الكاتبة.
وقد استند في ذلك على جملة من الأساليب الحجاجية المختلفة كان أبرزها توظيف المنهج الاستنباطي. إلا أن التطبيق الحرفي لأليات المنهج الاجتماعي قد اسقط الناقد في الربط الألي بين النص الادبي والواقع الاجتماعي، وبذلك يكون المنهج الاجتماعي قاصرا عن إدراك خصوصية الظاهرة الأدبية.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق