مجموعة أمريكا الشمالية: التبادل الحر والاندماج الجهوي

مجموعة أمريكا الشمالية؛ التبادل الحر والاندماج الجهوي ALENA

تمهيد؛

تضم ألينا كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وقد حققت هذه الدول نتائج مهمة في إطار هذه المجموعة رغم بعض التحديات التي تواجهها. إذن، ما ظروف وأهداف تأسيس ألينا؟ وما المؤسسات المنظمة لها؟  أين تتجلى أوجه الاندماج الجهوي بين دول ونتائجه؟ وما التحديات التي تواجهها؟

أولا: ظروف وأهداف التأسيس والمؤسسات المنظمة لألينا

1- ظروف تأسيس ألينا والأهداف التي تسعى لتحقيقها

  • ظروف التأسيس حسب أعضاء المجموعة

- بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية؛ الاستفادة من ثروات المكسيك علاوة عن الرغبة في بناء موقعها وهيمنتها الاقتصادية،

- بالنسبة للمكسيك؛ البحث عن الاستقرار الاقتصادي زائد الرغبة في الدخول إلى الأسواق الأمريكية بسهولة،

- بالنسبة لكندا؛ رهاناتها الاقتصادية على هذه الاتفاقية ضعيفة لأن علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية جيدة ومتينة.

  • أهداف تأسيس مجموعة ألينا

- تأسيس منطقة للتبادل الحر بين الدول الأعضاء،
- إلغاء الحواجز أمام تجارة السلع والخدمات بين دول المجموعة وتسهيل مرورها عبر الحدود،
- ضمان المنافسة العادلة في منطقة التبادل الحر،
- الرفع من إمكانية الاستثمار في البلدان الأطراف،
* كما شملت الاتفاقية مجموعة من الأهداف في الميادين الآتية؛ المعاملة الوطنية، تصفية الخلافات، الملكية الفكرية...

2- المؤسسات المنظمة لألينا

لجنة التبادل الحر؛ وتتكون من ثلاثة وزراء، من مهامها تطبيق ومراقبة سير الاتفاقية، إضافة إلى مراقبة المؤسسات الأخرى.

منسقوا مجموعة ألينا؛ وتضم ثلاثة منسقين، تعمل على تدبير برنامج المجموعة، والاشراف على السير العام للاتفاقية.

اللجن ومجموعات العمل؛ تتشكل من ثلاثون لجنة ومجموعة عمل، وظيفتها تسهيل المبادلات والاستثمارات، والتسيير الجيد للمجموعة.

السكرتارية أو الأمانة العامة؛ تضم مجموعة من الموظفين عن كل دولة، من مهامها التسيير الإداري، وحل الخلافات بين الدول الأعضاء.

ثانيا: مظاهر التبادل الحر والاندماج الجهوي بين دول ألينا، وعوامله، والتحديات

1- مظاهر التبادل الحر بين دول ألينا

تتمثل أساسا في مجالي؛ التجارة، والخدمات والاستثمارات؛

في مجال التجارة؛ حيث سجل ارتفاع المبادلات التجارية على مستوى الواردات والصادرات التي تتم بين دول المجموعة وخاصة بين الولايات المتحدة وكندا، لكنها ضعيفة بين كندا والمكسيك إذ لم تتجاوز 2٪.

مجال الخدمات والاستثمارات؛ إذ عرفت الخدمات نموا متزايدا بلغ 5.4٪ سنة 2004، كما شهدت الاستثمارات الخارجية المباشرة تطورا ملحوظا بنسبة 64٪ غالبيتها أمريكية المصدر.

2- مظاهر الاندماج بين دول ألينا (المؤهلات)

ديمغرافيا؛ حيث تعيش بمجموعة أمريكا الشمالية ما يقارب 434 مليون نسمة، وتتميز هذه الساكنة بطول أمد الحياة وارتفاع نسبة الحضريين، إضافة إلى وجود فئة نشيطة ضخمة وهو ما يوفر للمجموعة يدا عاملة مهمة وسوقا استهلاكية كبيرة.

طبيعيا؛ توفر بلدان المجموعة على موارد طاقية ومعدنية هائلة في مقدمتها البترول والفحم، إضافة إلى المعادن كالحديد والنحاس...

اقتصاديا؛ تنوع وتكامل المؤهلات الاقتصادية، حيث تنتشر المناطق الفلاحية بالسهول الأمريكية الكبرى والكندية، كما تمتد المناطق الصناعية بشكل واسع حول البحيرات العظمى وعلى طول حزام الشمس، وعلى طول الحدود الأمريكيين، وهذا يؤهل المناطق الحدودية ويجعلها مناطق صناعية مفتوحة، ما يعزز من الاندماج الاقتصادي لدول مجموعة ألينا وتحرير المبادلات التجارية.

ثالثا: حصيلة التكتل الجهوي لمجموعة امريكا الشمالية والتحديات التي تواجهه:

1- حصيلة ونتائج الاندماج الجهوي لمجموعة ألينا

*النمو السريع للاقتصاد  المكسيكي، وتزايد صادراته نحو الولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك أصبحت المكسيك ثاني شريك تجاري لأمريكا بعد كتضاعف حجم الاستثمارات الخارجية المباشرة بالمكسيك بثلاث مرات بهدف تصريف منتجاتها في السوق الأمريكية دون تعريفة جمركية،

*احتلال مجموعة ألينا المرتبة الثالثة عالميا في المبادلات التجارية مع تفوق وارداتها على الصادرات،

*تقليص الفوارق في مجال الأجور خاصة في المكسيك وتناقص حدة الهجرة السرية من المكسيك إلى الولايات المتحدة الامريكية،

*خلق مدن توائم على الحدود الأمريكية المكسيكية تنتشر بها الأنشطة الاقتصادية والصناعية مما أدى إلى توفير مناسب شغل استفاد منها العمال المكسيكيون الذين يعملون في المقاولات الأمريكية المتمركزة على الحدود والتي تسمى "ماكيلدوراس".

2- التحديات التي تواجه مجموعة ألينا

*تباين مؤشرات التنمية بين دول ألينا، حيث تتميز كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية بمؤشرات مرتفعة عكس المكسيك التي تعرف مؤشرا متوسطا.

*تباين حجم الناتج الداخلي الخام ما بين أضخم وأول ناتج داخلي خام في العالم والذي بحوزت و.م.أ وتواضع هذا الدخل لدى المكسيك.

*مشكلة الهجرة السرية من المكسيك ودول أمريكا اللاتينية نحو و.م.أ رغم كل الجهود المبذولة والتقنيات العالية المستخدمة في مراقبة الحدود بين البلدين، بالمقابل فإن الحدود الأمريكية الكندية مفتوحة ولا تطرح مشكل الهجرة بين الطرفين.

خــاتـــمــة

تعتبر ألينا من أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، غير أن هذا التكتل يعرف تباينا في درجة الاندماج بين بلدانه الثلاثة، كما تعترضه بعض المشاكل خاصة من جانب المكسيك كبلد نامي بهذه المجموعة.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق