اليابان: قوة تجارية كبرى  *الثانية باك


تمهيد

إذا كانت اليابان من أفقر بلدان العالم من حيث الثروات الطبيعية، فإنها استطاعت أن تعوض هذا النقص اعتمادا على قوة تجارتها وثروتها البشرية لتصبح بذلك من أغنى بلدان العالم، بناء على ذلك نتساءل؛ ما مظاهر قوتها التجارية على الصعيد العالمي؟ وما العوامل المفسرة لهذه القوة؟ وما هي التحديات التي تواجه اقصاد اليابان؟

أولا: مظاهر القوة التجارية من خلال بعض المؤشرات

  • تأتي اليابان في المرتبة الثالثة عالميا من حيث الناتج الوطني الاجمالي،
  • تهيمن يابان بشكل شبه مطلق على جنوب شرق اسيا بينما تنافس موادها بقوة في باقي بلدان العالم، بما في ذلك أمريكا الشمالية والاتحاد الأوروبي،
  • يساهم اليابان بقسط كبير في التجارة الدولية حيث بلغت نسبة صادراتها ٪5.38 ووارداتها ٪4.67 من مجموع التجارة الدولية سنة 2013،
  • يحقق اليابان فائضا تجاريا في تعاونه مع البلدان المتقدمة، بينما يعاني من عجز في تعامله مع الدول النامية التي تزوده بالمواد الأولية،
  • تتكون صادرات اليابان من مواد مصنعة بنسبة 94٪، أما وارداتها فتتشكل من مواد مصنعة (51٪) تليها المحروقات والمواد المعدنية ب (38٪) ثم المواد الفلاحية ب(11٪) سنة 2012،
  • تعدد الشركاء التجاريون باليابان حيث تتعامل مع مختلف مناطق العالم،
  • .... كما تعتبر أول دائن في العالم بحكم توفر اليابان على احتياطات نقدية هائلة، وتعتبر أيضا أول مقدم للمساعدات المالية في العالم،
  • يتوفر اليابان على ثاني أكبر بورصة في العالم بعد نيويورك حيث بلغت نسبة المعاملات التجارية 4543 مليار،
  • كل هذا يؤكد تعملق اليابان تجاريا على الصعيد العالمي.

ثانيا: العوامل المفسر للقوة التجارية اليابانية

1- دور العوامل الجغرافية والتاريخية والبشرية

العامل التاريخي

  • دور الدولة في الاقلاع الاقتصادي منذ ثورة الميجي 1868 حيث وجهت السياسة التجارية للبلاد ودعمت المقاولات ماليا وأرسلت البعثات الطلابية إلى الخارج ووفرت البنيات التحتية،
  • الاستفادة من ظروف الحربين العالميتين الأولى والثانية،

العامل الجغرافي

  • موقع استراتيجي مهم حيث تنفتح اليابان على العالم من خلال مجموعة من المحيطات ويجاور أكبر التجمعات السكانية في العالم زائد الموقع في جنوب شرق آسيا،

العامل البشري

  • يبلغ سكان اليابان 127 مليون نسمة، ويتمتعون بدخل مرتفع وبالتالي فهم يشكلون سوق استهلاكية هائلة، كما أن المجتمع يتميز بأنه نشيط وحيوي إذ تمثل الفئة النشيطة 66 ٪، إضافة إلى تميز العنصر البشري في اليابان بكونه مؤهل ومؤطر وخبير يتسم بالتفاني في العمل وحبه له وانضباطه الشديد.

2- دور العوامل التنظيمية والاقتصادية في التجارة اليابانية

  • نظام تربوي قائم على التنافس وتقدير الجودة،
  • تنظيم رأسمالي محكم قائم على تركيز المقاولات وهذا نتج عنه ظهور شركات عملاقة متعددة الجنسيات،
  • تنظيم محكم للسوكوشا ودورها في الاشعاع الياباني التجاري عبر تزويد البلاد بالمواد الأولية والطاقة وتسويق المنتجات الصناعية،
  • صناعة قوية ومتطورة، توفر مؤسسات مالية كبرى رائدة عالميا، علاوة عن استثمارات مهمة في الخارج.

ثالثا: مظاهر القوة الصناعية لليابان

1- تعد اليابان قوة صناعية رائدة على الصعيد العالمي

  • تحتل اليابان مراتب أولى عالميا في العديد من الفروع الصناعية؛ كالمرتبة الأولى عالميا في الدراجات النارية وآلة النسخ وأجهزة التلفاز، والمرتبة الثانية في صناعة الصلب والاسمنت وآلة التصوير، والمرتبة الثالثة عالميا في صناعة السفن والسيارات وذلك سنة 2012،
  • تعتبر الصناعات العالية التكنولوجيا رمز قوة وتفوق الصناعة اليابانية، هذا القطاع تهيمن عليه شركات متعددة الجنسيات، مثل؛ توشيبا، سوني، ميتسوبتشي،
  • تتمركز الصناعات في الساحل الجنوبي المطل على المحيط الهادي وخصوصا محور طوكيو يوكوهاما ومحور أوزاكا كوبي،
  • تستحوذ اليابان على ٪15 من الإنتاج الصناعي العالمي محتلة بذلك المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية مما يساهم في تقدم التجارة اليابانية.

2- العوامل المساهمة في تقدم الصناعة اليابانية

دور التنظيم الرأسمالي:

  • تتبنى اليابان التنظيم الرأسمالي المبني على حرية المبادرة الفردية، وتملك وسائل الإنتاج، وحرية المنافسة، وهو ما يؤدي إلى التركيز الرأسمالي وظهور شركات صناعية عملاقة تسمى بالزايباتسو ؛ تويوتا، نيسان، هوندا... هذا إلى جانب الترابط بين الصناعة والقطاعات الأخرى.
دور الدولة (العامل التاريخي)، دور البحث العلمي، والعنصر البشري، ✓✓ نفس المعطايات الواردة في مطلب سابق (أنظر ثانيا).

رابعا: المشاكل والتحديات التي تعيق الاقتصاد الياباني

1- تحديات خارجية

الارتباط بالخارج

  • الارتباط الوثيق بالخارج حيث إن اليابان تضطر إلى استيراد معظم المواد الأولية والتزود بالمواد الفلاحية، كما تحتاج إلى تصريف فائض الإنتاج الصناعي.

المنافسة الخارجية

  • تعاني التجارة اليابانية من منافسة القطبين الاقتصاديين العالميين، وظهور منافسين جدد على الساحة الدولية كالقوى الصاعدة.

تأثر التجارة اليابانية بالأزمات

  • تقلبات الأوضاع الاقتصادية في العالم المتكررة من خلال ظهور أزمات مالية واقتصادية وتقلبات الأسعار خصوصا أسعار المواد الأولية،
  • تقلبات الأوضاع السياسية من خلال ظهور الحروب والنزاعات التي تؤثر على اقتصاد العالم،
  • ركود الاقتصاد العالمي والأزمة العالمية التي أدخلت العالم مرحلة انكماش اقتصادي لم يسبق له مثيل.

2- تحديات داخلية

  • تتعرض البلاد لمجموعة من الكوارث الطبيعية خاصة الزلازل والأعاصير(تسونامي)، إضافة إلى التلوث البيئي بأنواعه الهوائي والبحري (بالشريط الجنوبي) خصوصا تسرب الإشعاع النووي (محطة فوكوشيما).

خاتمة:

رغم افتقارها للموارد الطبيعية استطعت اليابان أن تحتل مكانة متميزة في الاقتصاد العالمي بفضل قوة تجارتها.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق