الصين قوة اقتصادية صاعدة
أولا : مظاهر بروز الصين كقوة اقتصادية صاعدة في العالم
✓ يسجل الاقتصاد الصيني تطورا هاما إذ يحقق معدل نمو اقتصادي يتجاوز %9.5 سنويا مما ساهم في الرفع من الدخل الفردي وتقليص نسبة الفقر.
✓ تحتل الصين المرتبة الثانية عالميا، حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي الاسمي 17.73 تريليون دولار، (سنة 2004 كانت تحتل الرتبة السادسة).
✓ تُعتبر الصين أكبر اقتصاد في العالم من حيث معيار تعادل القوة الشرائية (18.59% من إجمالي الناتج المحلي).
✓ تحتل الصين المرتبة السادسة عالميا من حيث قيمة مداخيل الصادرات.
✓ استقطاب الصين استثمارات خارجية هامة جعلتها في المرتبة الرابعة عالميا .
1) خصائص ومظاهر قوة القطاع الفلاحي
- تتصدر الصين المراتب الأولى عالميا في المنتجات الزراعية كالقمح والأرز و القطن والذرة والشاي،
- تركز المناطق الفلاحية الكبرى في الجهة الشرقية خاصة سهل منشوريا والسهل الكبير،
- تنوع الإنتاج الفلاحي، وانتشار مجال تربية المواشي في الجهة الغربية الداخلية.
2) خصائص ومظاهر قوة الصناعة بالصين.
- تحتل الصين المراتب الأولى عالميا في الإنتاج الصناعي (صناعة الصلب والصناعة الكيماوية وأجهزة التلفزيون..)
- تعد الصين رابع قوة صناعية في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية و اليابان و ألمانيا، إذ تحقق %7 من قيمة الإنتاج الصناعي العالمي.
- تنوع الانتاج الصناعي بين الصناعات الأساسية (الصلب)، والصناعات الالكترونية (التلفزيون)، والتجهيزية (الآلات)،
- تركز المناطق الصناعية في شرق البلاد على الخط الساحلي،
- تعدد المناطق الصناعية في الصين، وتنوعها؛ منطقة قديمة التصنيع (منشوريا)، ومناطق حديثة التصنيع في بالجهة الساحلية الشرقية.
3) خصائص ومظاهر قوة التجارة الخارجية للصين،
- معظم الصادرات هي من المواد المصنعة، بينما تتشكل الواردات من مواد خام معدنية وطاقية.
- يحقق الميزان التجاري للصين فائض تجاري مهم يجاوز 100 مليار دولار سنة 2004.
- أهم الزبناء التجاريين للصين هم؛ الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوربي ودول جنوب شرق آسيا،
ثانيا: أسس ومقومات القوة الاقتصادية للصين
1 _ المقومات الطبيعية
2- المقومات البشرية
يبلغ تعداد سكان الصين 1,3 مليار نسمة (بالرغم من سياسة الطفل الواحد) وهذا يشكل سوقا استهلاكية ومصدرا لليد العاملة النشيطة، ويتركز معظم سكان البلاد في بالجهة الشرقية الساحلية حيث كبرى المدن مثل العاصمة بكين وشنغهاي.
3- العوامل التنظيمية (عرف الاقتصاد الصيني في تطوره مرحلتين) :
• مرحلة البناء الاشتراكي (1949-1976): مع الزعيم "ماو تسي تونغ"، تميزت:
- بالقضاء على النظام الاقطاعي والنظام الرأسمالي، حيث تم تأميم جميع وسائل الإنتاج (الأراضي، المصانع ...)،
- الاعتماد على الصناعة الأساسية والتجهيزية، وتنظيم العمل الفلاحي في إطار "الكومونات الشعبية"، كما تم تبني سياسة "القفزة الكبرى إلى الأمام" وسياسة "المشي على قدمين".
• مرحلة الانفتاح على العام الرأسمالي (منذ 1978) مع الزعيم "دينغ"، وتميزت:
- تحديث الصناعة بجلب التكنولوجيا الغربية وإنشاء شركات مختلطة، جلب الاستثمارات الخارجية خاصة بعد انخراط الصين في منظمة التجارة العالمية.
ثالثا: أبرز المشاكل والتحديات التي تواجه الصين:
- اقتصاديا: أبرزها الارتباط بالخارج على مستوى استيراد مصادر الطاقة والمعادن، والمنافسة القوية في السوق الخارجي من طرف كوريا الجنوبية والاتحاد الأوربي.
- اجتماعيا (التباين الإقليمي): اختلاف مؤشرات التنمية؛ إذ تعد الواجهة الشرقية الساحلية الأغني والأكثر استقطابا للاسثمارات الخارجية، بينما تشهد ضعفا في الوسط والغرب، الشيء الذي يؤدي خلق مشكل الهجرة الداخلية نحو الشرق الساحلي.
- طبيعيا: الفياضانات، الأعاصير، الزلازل، والجفاف بمناطق الشمال الغربي، زد على ذلك زحف الرمال في اتجاه اقليم منشوريا.
- مشاكل ديمغرافية واجتماعية: مرتبطة بارتفاع نسبة الشيخوخة (في ظل " سياسة الطفل الواحد " التي تخلت عنها الصين مؤخرا لصالح سياسة الطفلين)، فضلا عن انخفاض مؤشرات التنمية البشرية خاصة في البوادي التي ترتفع فيها معدلات الفقر و البطالة، ما يؤدي إلى الهجرة نحو المدن.
خاتمة:
رغم المشاكل والتحديات، تمكنت الصين من أن تصبح قوة اقتصادية تنافس القوى الكبرى ولها إمكانيات ستجعل منها أحد القوى المهيمنة في المجال العالمي. وهكذا فالنمو الاقتصادي الذي حققته الصين في السنوات الأخيرة ينتظر أن يستمر لسنوات أخرى، وهو ما سيعزز التحول الجذري للاقتصاد وسيزيد من تحسن مداخيل الأسرة وتراجع عدد الفقراء في البلاد.