كفاح المغرب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية

نضال المغرب من أجل تحقيق الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية


المقدمة:

عرف المغرب في ثلاثينيات القرن الماضي انطلاق مقاومة سياسية في شخص الحركة الوطنية للدفاع عن البلاد ورفع الاحتلال عنه، وقد تطورت مطالبها من الاصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال.

فما المقصود بالحركة الوطنية؟ وما ظروف نشأتها؟ وما أهم المراحل التي عرفها مسار استكمال الوحدة الترابية؟

أولا: ظروف بروز الحركة الوطنية والمطالبة الاصلاحات

1_ عوامل و ظروف بروز الحركة الوطنية

تتعدد أسباب ظهور الحركة الوطنية المغربية في ثلاثينيات القرن الماضي، ولعل أهما:

+ انعكاسات الاستغلال الاستعماري على المجتمع المغربي بعد الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929.

+ توقف المقاومة المسلحة في البوادي واستكمال الاحتلال العسكري الأجنبي للمغرب.

+ ظهور الحركة السلفية بزعامة أبي شعيب الدكالي ومحمد بن العربي العلوي.

+ اقدام الأقامة العامة الفرنسية على اصدار الظهير البربري في 16 ماي 1930 وذلك بهدف التفريق بين العرب والأمازيغ(البربر) بالمغرب،

+ إنشاء المحاكم العرفية للنظر في القضايا التجارية والمدنية والأحوال الشخصية والإرث بالقبائل الامازيغية مع تشجيع التعليم الفرنسي بهذه المناطق.

+ تأسيس أول حزب سياسي مغربي سنة 1933 باسم كتلة العمل الوطني الذي تزعمه كل من علال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني، وعمل انظلاقا من عدة وسائل منها الجرائد و المجلات (جريدة عمل الشعب) ومقاطعة المنتوجات الاجنبية والدعوة إلى الاحتفال بعيد العرش.

2_ المطالبة بالاصلاحات

أعدد حزب كتلة العمل الوطني برنامج يضم مجوعة من الاصلاحات، وقام برفعه إلى سلطات الحماية الفرنسية سنة 1934م، وتضمن ما يلي:

+ مطالب سياسة إدارية: إلغاء الحكم المباشر، و تكوين حكومة مغربية، وإقرار حرية التعبير.

+ مطالب سياسة اقتصادية و المالية: وضع حد للاستغلال الاقتصادي، والمساواة في الضرائب بين المغاربة والأجانب.

+ مطالب سياسة اجتماعية: الاهتمام بالتعليم والصحة، وتحسين ظروف العمال المغاربة.

لقد واجهت الإقامة العامة الفرنسية بالمغرب زعماء الحركة الوطنية المغربية بالاعتقال، النفي، القمع.

ثانيا: الحركة الوطنية والمطالبة بالاستقلال خلال الحرب العالمية الثانية،

ساهمت التحولات الدولية إلى دفع المغاربة إلى المطالبة بالاستقلال منها:

+ تزايد الاستغلال الاستعماري وقمع الوطنيين المغاربة.

+ توسع الحركة الوطنية بظهور أحزاب جديدة في طليعتها حزب الاستقلال، وحزب الشورى والاستقلال. وإصدار هذه الأحزاب للجرائد بهدف نشر الوعي التحرري لدى المغاربة.

+ قيام العمال المغاربة بالإضرابات وتكتلهم في إطار النقابات.

+ مساعدة المغرب لفرنسا للتخلص من الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.

+ تأييد الحلفاء لمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها من خلال الميثاق الأطلنتي 1941

+ انعقاد مؤتمر أنفا 1943 الذي عكس الدعم الأمريكي للقضية المغربية.

وهكذا، وفي 11 يناير 1944 أصدر حزب الاستقلال وثيقة المطالبة بالاستقلال التي نادت بإلغاء نظام الحماية وطالبت باستقلال المغرب و وحدته الترابية.

ثالثا: ستقلال المغرب واستكمال الوحدة الترابية

1_ ثورة الملك والشعب واستقلال المغرب:

تبنى السلطان محمد الخامس مطالب وثيقة المطالبة بالاستقلال، فطالب باستقلال المغرب واحترام سيادته في عدة مناسبات منها زيارته لمدينة طنجة سنة 1947.

ولذلك، فقد دبر المقيم العام الفرنسي غيوم بمساعدة عملاء الاستعمار وعلى رأسهم الباشا الكلاوي مؤامرة عزل السلطان محمد بن يوسف وتعيين مكانه محمد بن عرفة. ففي 20 غشت 1953 نفي السلطان محمد الخامس والأسرة الملكية إلى جزيرة كورسيكا (البحر المتوسط) ومنها إلى جزيرة مدغشقر (المحيط الهندي).

وبمجرد ذيوع خبر نفي السلطان، عمت المظاهرات عديد المدن المغربية، ورفض المغاربة الاعتراف بحكم ابن عرفة، وقاطعوا البضائع الفرنسية وظهرت حركة وطنية فدائية مسلحة قادها بعض الزعماء من أشهرهم علال بن عبد الله ومحمد الزرقطوني وأحمد الحنصالي. في نفس الوقت تأسس جيش التحرير الذي تولى مهاجمة المواقع الاستعمارية.

وأمام تصاعد الكفاح الوطني المسلح، اضطرت فرنسا إلى إبرام اتفاقية إيكس ليبان التي بمقتضاها عاد السلطان محمد الخامس إلى وطنه في نونبر 1955، وتشكلت حكومة مغربية تكلفت بمتابعة التفاوض مع الحكومة الفرنسية والذي أسفر في 2 مارس 1956 عن توقيع اتفاقية مغربية فرنسية وضعت حدا لنظام الحماية الفرنسية.

2_ مراحل ومسار استكمال المغرب لوحدته الترابية

× المنطقة الشمالية (الخليفية)في ابريل 1956: تم ذلك باتفاق بين المغرب واسبانيا واعترافها باستقلال المغرب وبوحدة ترابه وفق المعاهدات الدولية،

× منطقة طنجة في أكتوبر 1956: الدخول في مفاوضات أنهت مسألة تدويل طنجة،

+ اقليم طرفاية 1958: بفضل مقاومة قبائل ايت باعمران وما تلاها من مفاوضات (مغربية اسبانية) أسفرت عن استرجاع منطقة طرفاية

+ منطقة سيدي افني 1969: مفاوضات بين المغرب واسبانيا تحت إشراف الأمم المتحدة

+ إقليم الساقية الحمراء 1975: تنظيم المسيرة الخضراء من طرف الملك الراحل الحسن الثاني.

+ إقليم وادي الذهب 1979: قدوم وفد ممثل لقبائل وادي الذهب إلى الرباط وتقديمهم البيعة للملك الحسن الثاني وبالتالي دخولهم تحت السيادة المغربية،

الخاتمة:

 استطاع المغرب نيل استقلاه الظروف الدولية والتحولات الداخلية فدخلت البلاد إلى عهد جديد هو عهد الحرية والاستقلال وبناء الدولة الحديثة للوقوف أمام تحديات العولمة.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق