اهتمام الإسلام بالمرأة

تكريم الإسلام للمرأة، كيف اهتم الإسلام بالمرأة؟

لقد كرم الإسلام المرأة بأن جعلها مربية الأجيال، وربط صلاح المجتمع بصلاحها، وفساده بفسادها، لأنها تقوم بعمل عظيم في بيتها، ألا وهي تربية الأولاد الذين يتكوّن منهم المجتمع، ومن المجتمع تتكون الدولة المسلمة.

من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة أن انتشلها من التهميش والقهر الذي كانت تعيش عند العرب في الجاهلية،

وبلغ من تكريم الإسلام للمرأة بأن خصص لها سورة من القرآن سمها "سورة النساء" ولم يخصص للرجال سورة لهم، فدل ذلك على اهتمام الإسلام بالمرأة.[1] كما أن الله عز وجل قد بين في كتابه أحكام النساء وما لهن من حقوق وما عليهن من واجبات، ومن ذلك وجوب المعاملة الحسبة، ولا سما الأم، فقد أوصى الله تعالى بها بعد عبادته فقال عز وجل: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا".[2] وقد حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانة تربية الأولاد فقال مكرما لها. "..والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها" [متفق عليه].[3]

ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة أن انتشلها من التهميش والقهر الذي كانت تعيش عند العرب في الجاهلية، فلم يكن للمرأة حينها حق الإرث، وكانوا يقولون في ذلك لا يرثنا إلا من يحمل السيف، ويحمي البيضة. ولم يكن للمرأة أيضا على زوجها أي حق، وليس للطلاق عدد محود، وليس لتعدد الزوجات عدد معين، وكانوا إذا مات الرجل وله زوجة وأولاد من غيرها، كان الولد الأكبر أحق بزوجة أبيه من غيره، فهو يعتبرها إرثا كبقية أموال أبيه!. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان الرجل إذا مات أبوه، أو حموه، فهو أحق بامرأته إن شاء أمسكها، أو يحبسها حتى تفتدي بصداقها، أو تموت فيذهب بمالها".

ومن مظاهر إهانة الجاهلية للمرأة أيضا؛ أن كانت تَعْتَدُّ حولا كاملا وكانت المرأة تحد على زوجها شرّ حداد وأقبحه، فتلبس شر ملابسها، وكانت تسكن شر الغرف وتترك الزينة والطيب والطهارة أيضا، فلا تمس الماء، ولا تُقَلم ظفرا، ولا تزيل شعرا، ولا تبدو للناس في مجتمعهم، فإذا انتهى العام خرجت بأقبح منظر، وأنتن رائحة.[4] وكان العرب في الجاهلية يكرهون إماءهم على الزنا، ويأخذون أجورهم، حتى نزل قول الله تعالى "وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا".[5] كما عرف العرب في عصر الجاهلية أنواع الزواج الفاسد الذي كان يوجد عند كثير من الشعوب، ولا يزال بعضه إلى اليوم عند بعض الشعوب كالغجر، ومنها اشتراك الرهط من الرجال في الدخول على امرأة واحدة، وإعطاءها حق الولد تلحقه بمن شاءت منهم، ومنها نكاح الاستبضاع: وهو أن يأخذ الرجل لزوجه أن تمكن من نفسها رجلا معينا من الرؤساء المتصفين بالشجاعة ليكون لها ولد مثله. ومنها أيضا نكاح المتعة[6] ونكاح الشغار[7] وهذان النوعان مبنيان على قاعدة اعتبار المرأة ملكا للرجل يتصرف فيها كما شاء كما يتصرف في أمواله وبهائمه.

حرص الإسلام حرصا شديدا على حفظ كرامة المرأة بما فرض من أحكام، وصونها من كل سوء قد يهدد كيانها أو حياتها الشخصية والأسرية.

 وفي الجاهلية أيضا عرفت الشعوب انتشارا عادة سيئة وهي وأد البنات، فقد كان العرب في الجاهلية يكرهون الإناث، ويدفنونهن تحت التراب أحياء خشية العار، وقد أنكر الإسلام هذه العادة، وصورها في القرآن في أبشع صورة، فقال تعالى عن العرب في الجاهلية "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ".[8] وقد بالغ سبحانه وتعالى في الإنكار عليهم في دفن البنات فقال "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ".[9]

بعد أن عاشت المرأة الظلم والنكران واضمحلال حقوقها وشتى أنواع القهر في عصر الجاهلية، في عصر لم تكن المرأة فيه سوى شيء للاستمتاع في يد الرجل، وبعد أن جاء الإسلام رفع من شأن المرأة وقدرها، فقد حرص الإسلام حرصا شديدا على حفظ كرامة المرأة بما فرض من أحكام، وصونها من كل سوء قد يهدد كيانها أو حياتها الشخصية والأسرية. ومما يمكن ذكره من أشكال تكريم المرأة في الإلام: أن الإسلام لم يعتبر المرأة مكروهة أو مهانة، كما كانت في الجاهلية، ولكنه قرر حقيقة تزيل هذا الهوان من الحقوق، وعليها أيضا من الواجبات ما يلائم وتكوينها وفطرتها، وعلى الرجل ما اختص به من الرجولة وقوة الجلد، وبسطة اليد، واتساع الحيلة، والصبر على التعب والمكاره، أن يلي رياستها. ومن مظاهر تكريم المرأة كذلك أن سواها بالرجل في أهلية الوجوب والأداء واثبت لها حقها في التصرف، ومباشرة جميع الحقوق كحق البيع والشراء وحق التملك وغيرها... ومما يظهر أيضا مكانة المرأة مدى اهتمام الإسلام بها، هو اهتمامه بتعليمها؛ عن أبي سعد لخدري: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم "غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن. فكان مما قال لهن: ما منكن امرأة تقدّم[10] ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار. فقالت امرأة: واثنين؟ فقال واثنين".[11]

وقد كرم الإسلام المرأة، وذلك حينما أخبر الله تعالى في القرآن بأن الله خلقنا من ذكر وانثى، وجعل ميزان التفاضل العمل الصالح والتقوى فقال عز من قائل "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".[12] وبأن ذكرها إلى جانب الرجل في قوله تعالى "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا".[13]

وليلامس أي شخص مدى أهمية ومكانة المرأة في الإسلام يكفيه الرجوع إلى كتاب الله وحده، فهو دليل كاف على تكريم المرأة والرقي بمكانتها.

وهذا كله دليل على المكانة الرفيعة التي أعطاها الإسلام للمرأة إلى جانب الرجل، سواء أكانت بنتا أو زوجة أو أما، فقد قال الله تعالى في الأم "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"[14]  والاحسان يكون بالقول، أي المخاطبة باللين واللطف والتكريم، والاحسان بالفعل، خدمتا وقضاء حوائجها، والاحسان بالمال، بذله لها من غير منة.

وقد تكون المرأة بنتا أو أختا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يكون لأحدكم ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن إلا دخل الجنة" فالأخوة والبنوة تفرض الإحسان للأخوات والبنات. والمرأة قد تكون زوجة قال تعالى "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ[15]  وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة - أي لا يبغضها - إن كره منها خلقا رضي خلقا أخر، فالزوجية تفرض الإحسان بين الزوجين.

كما قد تكون المرأة أختا في الدين وهذه أيضا لها حقوق. قال تعالى "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ[16] أي قلوبهم متحدة في التواد والتحاب والتعاطف، فالمسلم الصادق هو الذي يحب لأخته المسلمة الخير والفلاح، يتأمر بشرع الله الذي يمنعه من ارتكاب أي ظلم أو خيانة في حق أخته المسلمة.

وليلامس أي شخص مدى أهمية ومكانة المرأة في الإسلام يكفيه الرجوع إلى كتاب الله وحده، فهو دليل كاف على تكريم المرأة والرقي بمكانتها. وسأبين هنا إن شاء الله هذا التكريم الذي عنى به الله تعالى المرأة من خلال القرآن الكريم في سورة النساء وحدها. فلم يذكر الله عز وجل في كتابه سورة للرجال، بل ذكر سورة النساء، وهذا دليل على تكريم المرأة. وقد تحدثت السورة عن أمور هامة تتعلق بالمرأة والأسرة والمجتمع والدولة، وأن معظم السورة تتحدث عن حقوق النساء، فلذلك سميت سورة النساء، والمتأمل لهذه السورة الكريمة يرى فيها تكريما للمرأة:

- فقد خلق الله المرأة من ضلع الرجل وبث منها الرجال والنساء، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً".[17] هذه الآية جزء من خطة الحاجة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبدأ بها خطبه، وهي مهمة جدا، لا سيما للمتحدثين، والدعاة والوعاظ.

-  المحافظة  على حقوق اليتامى من النساء  لقوله عز وجل "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا".[18] عن عروة بن الزبير أنه سأل عائشة رضي الله عنهما عن قول الله تعالى "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى" قالت: يا ابن أخي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله، ويعجبه مالها وجمالها، فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطي غيره، فنُهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا إليهن، ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق، وأمروا أن نكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن.

قال عروة: قالت عائشة: ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فيهن، فأنزل الله "ويستفتونك في النساء" قالت عائشة. وقول الله في الآية الأخرى "وترغبون أن تنكحوهن" رغبة أحدكم عن يتيمته إذا كانت قليلة المال والجمال، فنهوا أن ينكحوا من رغبوا في مالها وجمالها من النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن غذا كن قليلات المال". [رواه البخاري]

-   الاقتصار على زوجة واحدة إذا خاف عدم العدل لقوله تعالى، "فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ".[19]

-  النساء لهن نصيب من الإرث قال الله عز وجل "لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا".[20] وكان الميراث في الجاهلية للذكور دون الإناث.

- التفاوت في الميراث بين الرجل والمرأة، قال تعالى: "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ[21] أي أكرمكم الله أن تقسطوا للذكر حصة البنتين، وذلك لأن الرجل هو الذي ينفق على عياله، وهو الذي يدفع المهر للمرأة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان المال للولد، وكانت الوصية للوالدين، فنسخ البعض من ذلك ما أحب، فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس والثلث، وجعل للزوجة الثمن والربع، وللزوج الشطر والربع. [رواه البخاري]

- المهر يدفعه الزوج للزوجة حسب الاتفاق، قال تعالى "وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا[22] عن ابن عباس: النحلة: المهر وقيل فريضة مسماه، ولا ينبغي تسمية المهر كذبا بغير صدق، وعلى الرجل أن يدفع المهر عن طيب نفس، فإن طابت نفسها عن شيء منه بعد تسميته، فليأكله حلالا طيبا.

- الأمر للأزواج أن يباشروا زوجاتهم بالمعروف، قال تعالى "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"،[23] أي طيبوا أقوالكم وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم لزوجاتكم، حسب قدرتكم كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله، كما قال تعالى "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ".[24] وقوله صلى الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" [رواه الترمذي وصححه الألباني].

- على الزوج أن يُحْسِنَ إلى زوجته حتى في حالة كرهها، مصداقا لقوله تعالى "فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا[25] أي فعسى إن صبرتم على إمساكهن مع الكراهة فيه أن يكون في ذلك خير كثير لكم في الدنيا والآخرة. قال ابن عباس: هو أن يعطف عليها فيرزق منها ولدا، ويكون فيه خير كثير. وقال صلى الله عليه وسلم "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر" [رواه مسلم]، أي لا يبغضها بغضا يؤدي إلى تركها.

- لا يجوز استرداد المهر بعد المفارقة قال الله تعالى " وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا[26] بمعنى إذا أراد أحدكم مفارقة زوجته، والزواج من غيرها، فما له أن يسترد من مهرها شيئا، ولو كان قنطارا من المال، وقوله تعالى "وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وأخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا".[27] وقد روي عن ابن عباس: أن المراد بذلك العقد بين الزوج والزوجة، وعن ابن عباس أيضا قال: امساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع "استوصوا بالنساء خيرا، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله"، [رواه مسلم].

- من مظاهر تكريم المرأة تحريم المحارم من النسب وما تبعه من الرضاع، لوقه تعالى "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا".[28] إن تحريم هؤلاء على الرجال له حِكَمٌ عظيمة، وأهداف سامية، تقتضيها الفطرة. فتحريم نكاح الأختين مثلا يورث العداوة بين الأخوات.[29]

الهوامش

[1] - تكريم المرأة في الاسلام، محمد جميل زينو، ص 5،
[2] - الاسراء الآية 23،
[3] - المكتبة الاسلامية، فتح الباري، شرح صحيح البخاري "كتاب النكاح" باب المرأة راعية في بيت زوجها.
[4] - المرأة بين تكريم الإسلام واهانة الجاهلية، محمد بن احمد اسماعيل المقدم، الطبعة الخامسة، ص ، (بتصرف)،
[5] - النور الآية 33،
[6] - نكاح المتعة: وهو المؤقت، وقد استقر أمر الشريعة على تحريمه،
[7] - نكاح الشغار: وهو أن يزوج الرجل امرأة: بنته أو أخته أو من هي تحت ولايته على أن يزوجه أخرى بغير مهر صداق كل واحدة بُضْغُ الأخرى،
[8] - النحل الآية 58-59،
[9] - التكوير الآية 8-9،
[10] - معنى تقدِّم: تحتسب وترضى بموت أولادها،
[11] - أخرجه البخاري [101] باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم،
[12] - الحجرات الآية 13،
[13] - الأحزاب الآية 35،
[14] - النساء الآية 36،
[15] - النساء الآية 19،
[16] - التوبة الآية 72،
[17] - النساء الآية 1،
[18] - النساء الآية 3،
[19] - النساء، نفس الآية،
[20] - النساء الآية 7،
[21] - النساء الآية 11،
[22] - النساء الآية 4،
[23] - النساء الآية 19،
[24] - البقرة الآية 226،
[25] - النساء الآية 19،
[26] - النساء الآية 20،
[27] - النساء الآية 21،
[28] - النساء الآية 23،
[29] - تكريم المرأة في الإسلام، محمد بن جميل زينو، ص 11 ص15،

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق