الفرق بين: المفارقة، التقابل، الإحراج - مادة الفلسفة

في الفرق بين المفارقة والتقابل والإحراج

البناء الإشكالي لحظة الكتابة الإنشائية في مادة الفلسفة عبر آليات المقابلة أو الإحراج أو المفارقة

يشكل بناء الإشكال من خلال تأزيمه، وذلك عبر تحديد التقابل أو المفارقة أو الإحراج المطروح في القضية المحورية، مشكلا بالنسبة للتلاميذ، خاصة حينما يقع خلط بين هذه المفاهيم من جهة، وعدم القدرة على الاشتغال بها من جهة أخرى. وعليه سنُفصِّل في كل شكل من هذه الأشكال:

المفارقة Paradoxe

1) المفارقة Paradoxe: المفارقة هي تقابل بين تصورين، لكن التصور الأول ليس تصورا فلسفيا، بل تصور عامي، نجده عند أغلب الناس، ويسمى الرأي. وكلمة Paradoxe في الأصل اليوناني مكونة من كلمتين: para بمعنى ضد، و doxa بمعنى الرأي، وجمعهما يعطينا ضد الرأي. وبالتالي فالمفارقة هي تقابل بين تصور فلسفي وتصور عامي، مثلا نجد هوية الشخص عند أغلب الناس ترتبط بالجسد، وعند الفلاسفة ترتبط بالفكر أو الوعي أو الإرادة. أو تمثلاث السعادة عند الناس ترتبط بالمادة في حين يتمثلها الفلاسفة بالعقل.

التقابل 

2) التقابل: يكون التقابل بين تصورين فلسفيين، أحدهما أقوى من الناحية الحجاجية من الآخر، أي إمكانية ترجيح موقف فلسفي على موقف يناقضه. ومثاله نجده في الدولة بين الحق والعنف، حيث يمكن أن نرجح كفة الحق على كفة العنف.

الإحراج 

(3) الإحراج: يرتبط الإحراج بموقفين فلسفيين متساويين من الناحية الحجاجية، حيث نقع في إحراج بينهما، فإن قبلنا بالأول لا نستطيع رفض الآخر، وإن قبلنا بالآخر لا نستطيع رفض الأول، بالرغم من أنهما متناقضين. ونجد مثاله في قضية اللغة والفكر، أيهما أسبق؟ وقضية الانسان فاعل أم منفعل بالتاريخ؟

      وعموما فالمطلوب على مستوى تأزيم الإشكال هو إظهار ذلك الاختلاف بين التصورات، في صورة يحس بها القارئ أن الموضوع يحتاج نقاشا بين اتجاهين مختلفين على الأقل.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق