درس السعادة: تمثلاث السعادة، البحث عن السعادة، السعادة والواجب

درس السعادة جميع المحاور

مفهوم السعادة

مدخل إشكالي: إذا ما سألنا جماعة من الناس "ما السعادة؟" نجد أن كل واحد يربطها بشيء ما إما ماديا أو حسيا كتحصيل المال ومراكمة الثروة، أو امتلاك سيارة أو منزل فخم، كما نجد من بين هؤلاء من يربطها بالصحة وغير ذلك، ونجد آخرين يربطونها بما هو روحي تأملي عقلي كالعبادة والفكر واكتساب المعرفة أو بما عملي أخلاقي. نلاحظ  أن تحديد السعادة لم يكن واحد بل متعدد بحسب تعدد الأفراد والموضوعات التي انطلقوا منها، والأكيد هو أنهم جميعا يتخذون من السعادة غاية منشودة. ومنه يمكن أن نتساءل في محاولة لسبر أغوار هذا المفهوم فلسفيا: ما السعادة؟ لماذا نبحث عن السعادة؟ كيف يمكننا بلوغها؟ وهل من الواجب أن نكون سعداء؟

المحور الأول: تمثلات السعادة

الطرح الإشكالي: ما السعادة؟ هل هي الشعور بالمتعة واللذة عبر الثروات المادية أم أنها تتعالى على ما هو مادي حسى وغريزي إلى ما هو مجرد أي عقلي وروحي أو أخلاقي؟

تحليل نص أرسطو ص 201

أطروحته:

 إن السعادة غاية في ذاتها و كل ما عداها ليس سوى وسيلة لتحقيقها، ولا تتحقق السعادة إلا في إطار الفضيلة، ولا ربطها بحياة اللهو و المتعة، إنما بحياة الجد والاجتهاد. وكل قول غير هذا لهو قول صبياني.

تحليل موقف أبيقور

أطروحته:

 يربط أبيقور بين اللذة و السعادة فمن أجل الوصول إلى السعادة ينبغي على المرء السعي نحو الملذات وتجنب الألم، فاللذة هي بداية الحياة السعيدة. إلا أنه يضع شروط للوصول إلى هذه اللذة. وهو عدم الإنغماس في اللذة، والقناعة، ففي القناعة والعيش البسيط سعادة، إذ يسمحان لنا بأن نتمتع بما لدينا أو ما توفر لنا ويجعلاننا لا نخاف تغيرات الدهر وتقلباته.

المحور الثاني :البحث عن السعادة

الطرح الإشكالي: لماذا نسعى وراء السعادة؟ وهل يمكن بلوغها، وكيف؟ أم أن ما يمكن جنيه ليس إلا شقاء في شقاء؟

تحليل نص : جون جاك روسو  ص 203

أطروحته:

 إن إنتقال الإنسان من حالة الطبيعة البسيطة في حاجياتها، الى حياة الجماعة وما صاحب ذبك من ظهور كماليات متعددة ولا متناهية، أدى إلى فقدان الإنسان لسعادته، بحيث تحول البحث عنها إلى شقاء مستمر. بهذا المعنى فإن السعي وراء السعادة إنما هو في الحقيقة سعي وراء الشقاء.

تحليل نص دفيد هيوم ص 204

أطروحته مع التعليق،

 إن رهافة الذوق باعتباره إحساسا و تأثرا بالجمال تُوَسعُ من مجال سعادة الإنسان و ترقى بأحاسيسه، خصوصا إذا ما تم تهذيب هذه الرهافة بدراسة الأعمال الفنية الراقية. فالإنسان لم يسهم في أسباب الشقاء فقط، إنما أبدع ويمكنه أن يبدع ويخلق حقل من الممكنات تقربه من السعادة، ولعل الأعمال الفنية من موسيقى، وشعر، ورسم... تشكل مجالا لذلك، على أن يتم تهذيب الذوق الفني والسمو به، هكذا يصبح بإمكان الإنسان أن يبلغ السعادة ويتجنب الألم والشقاء.

المحور الثالث : السعادة و الواجب

الطرح الإشكالي: ما علاقة السعادة بالواجب؟ هل السعادة واجب؟ بمعنى هل من الواجب أن نكون سعداء، وأن نسعد الآخرين؟

تحليل نص برتراند راس ص 205

أطروحته:

 ليس من الصعب تحقيق سعادة الأخرين، إذ يكفي محاولة التقرب منهم و فهمهم عبر التعاطف معهم وإدراك تفردهم، ما يشكل عامل إسعاد للغير، وبالتالي تحقيق سعادة الذات أيضا. وهكذا ننتقل مع راسل من تصورات تشرط السعادة بإشباع الرغبات أو إقصائها، إلى تصور يربطها بالممارسة والفعل الإنسانيين في علاقة بالغبر.

 تحليل نص ألان ص 206

أطروحته:

 السعادة واجب نحو الذات والغير على حد سواء، وهي غاية بإمكاننا بلوغها، لكن إذا تسلحنا بالإرادة. فإرادة السعادة أي أن نكون سعداء هو ما يجعل بلوغ السعادة أمرا ممكنا.  ذلك أن رفض السعادة هو ما يبرر ما تعانيه الإنسانية من مآس وحروب. إذن السعادة قيمة أخلاقية توجه سلوكات الإنسان في علاقته بذاته وبالآخرين.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق