فروض محروسة: تعدد الثقافات واختلافها، صراع الثقافات، التعايش الثقافي

نصوص فلسفية: المحور الرابع تعدد الثقافات واختلافها - الطبيعة والثقافة

التعدد الثقافي وصراع الثقافات

"... ليس سهلا ان نتحصن بهويتنا وننظر بعين التسامح إلى الحضارات الأخرى . ونحن ننساق وراء الغريب الثقافي – سواء عبر نوع من الحياد العلمي أو من خلال الفضول والحماسة إزاء الحضارات الغابرة، سواء عبر الحنين إلى ماض سحيق أو من خلال أحلام البراءة والفتوة – نجد أن اكتشاف  التعدد الثقافي لا يكون قط تمرينا مسالما (..) فمنذ اللحظة التي نكتشف فيها وجود ثقافات عدة بدل ثقافة واحدة، أي منذ اللحظة التي نعترف فيها بأفول ضرب من الاحتكار الثقافي – وهميا كان أو حقيقيا – نجد أن اكتشافنا هذا يهددنا بالانهيار. ويتملكنا الشعور فجأة بأنه لا يوجد سوى آخرون، بل إننا نحن أنفسنا نتحول إلى آخر من بين آخرين".

الحفاظ على الهوية الثقافية والانفتاح على ثقافات العالم

"إن الحق في الحفاظ على الهُوية الثقافية حق يوفر للشعوب إمكانية ومشروعية أن تحمي لغتها، ودينها، وتراثها، وبالتالي إمكانية ومشروعية أن تحمي ذاتها. وهذا الحق لم يتبلور إلا في الستينيات ... ففي سنة 1928 عقدت «اليونسكو» ندوة حول السياسات الثقافية، وقد أصدرت الندوة بيانا يشير إلى أن كل ثقافة تمثل الطريقة الخاصة التي يمارس بها شعب ما. وجوده في العالم.

ويؤكد البيان أن الهُوية الثقافية تحَفّز كل شعب، وكل مجموعة بشرية، على استمداد التغذية الروحية من ماضيها، وعلى تمثل جيد للتأثيرات الخارجية. كما يشير البيان إلى أن مسؤولية المجموعة الدولية أن تدافع عن الهوية الثقافية لكل شعب. وهذا يتطلب احترام الأقليات الثقافية، وكل ثقافات العالم".

التمركز حول الذات والنزعات العنصرية

"تؤدي كل من نزعة التمركز حول العرق، ونزعة التمركز حول المجتمع، إلى أنواع مختلفة من كره الأجانب ومن النزعات العنصرية، والتي يمكن أن تصل إلى حدود نزع صفة الإنسان عن الأجنبي. وهكذا فالصراع الحقيقي ضد النزعات العنصرية، من الأفضل أن يتم ضد جذورها المتمركزة حول الذات وحول المجتمع، عوض أن يتم ضد أعراضها.

إن مسببات ونتائج أسوء أنواع عدم الفهم لهي الأفكار المسبقة، وأنواع التبرير العقلاني المعتمدة على أواليات اعتباطية، وتبرير الذات بشكل جنوني، والعجز عن النقد الذاتي، واعتماد طريقة ذهانية في البرهنة، والكبرياء، والجحود والاحتقار، وخلق متهمين وهميين والعمل على محاكمتهم".

صراع / تصادم الثقافات

"تجتهد الشعوب والأمم للجواب عن السؤال الأساسي لجميع الناس ألا وهو: من نحن؟ وتتم العودة إلى أقدم الأجوبة التقليدية بحثا عن الجواب: إنهم يعدون إلى ما يعتبرونه مهما بالنسبة لهم. ويعثرون على ذواتهم في الجماعات الثقافية: القبائل، الأعراق، الجماعات الدينية، الأمم والحضارات بشكل عام.

فهم يستغلون السياسة، ليس من أجل تقديم مصالحهم الخاصة بل من أجل تحديد هويتهم: إننا نعرف من نحن عندما نعرف ما لسنا إياه، وفي الغالب عندما ندرك ضد من نحن.

إن الدول – الأمم تظل هي العوامل الرئيسية الفاعلة على الساحة الدولية. وكما كان الأمر في الماضي فإن سلوكها يبقى مقيدا بالبحث عن القوة والثروة. إلا أن هذا البحث يخضع أيضا وبامتياز، للروابط الجماعية والاختلافات الثقافية ...

في هذا العالم الجديد لن تحدث الصراعات الشاملة والمهمة والخطيرة بين الطبقات الاجتماعية، بين الأغنياء والفقراء، بين الجماعات المحددة وفق معايير اقتصادية، بل ستحدث بين شعوب منتمية لهويات ثقافية مختلفة. إن الحروب القبلية والصراعات العرقية، سوف تتأجج أكثر فأكثر داخل الحضارات نفسها".

تعدد الثقافات وتعايشها

"إن ازدواجية وحدة / تنوع الثقافات ازدواجية أساسية: تحافظ الثقافة على الهوية الإنسانية وبشكل أدق على الأشياء الأكثر خصوصية فيها، وتحافظ الثقافات على الهويات الاجتماعية في أدق خصوصياتها.

 وقد تعطي الثقافة الانطباع بأنها تنغلق على ذاتها حفاظا على هويتها الخاصة، لكنها في الواقع تظل مفتوحة، إذ أنها تُدمِج داخلها ليس فقط المعارف والتقنيات ولكن أيضا الأفكار والتقاليد والمأكولات والأفراد الآتين من آفاق أخرى. وكل ربط بين ثقافتين فيه إغناء للثقافات ذاتها. إنه يفضي إلى إنجازات خلاقة بفضل التهجينات* الثقافية كتلك التي أعطت الفلامنكو وموسيقى أمريكا اللاتينية والراي .. وعلى العكس من ذلك يشكل تدمير ثقافة ما بفعل الهيمنة التقنية الحضارية خسارة للبشرية جمعاء والتي يشكل تنوع ثقافتها أحد أغلى كنوزها".

*التهجينات؛ أي التهجين ويقصد به التلاقح بين نوعين مختلفين ينتج عنهما نوع ثالث يجمع بين خصائصهما ويختلف عنهما".

✓✓ تنبيه: يمكن الاشتغال على هذه النصوص إما فروضا منزلية أو محروسة؛ بإرفاقها بأسئلة توجيهية كما هو محدد في مذكرة التقويم 7.04 الخاصة بالمراقبة المستمرة في مادة الفلسفة، من قبيل: 

  • تحديد الإشكال (القضية / عنوان المحور) أو التساؤل الذي يجيب عنه النص،
  • استنباط أطروحة النص وتحليلها،
  • تحليل مفاهيم النص،
  • استخراج البنية الحجاجية للنص، إما في فقرة منظمة، أو وفق جدول يبين |مؤشرات الحجة|نوعها|فوظيفتها|

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق