التبادل والمجتمع تبادل الخيرات المادية.

مفهوم التبادل: المحور الثاني؛ التبادل والمجتمع.

تأطير إشكالي للمحور: 

إن كل نشاط إنساني، يتغي غاية وأهداف مباشرة أو غير مباشرة، أهداف قائمة على تحقيق النفع والفائدة أو الربح. هذا الامر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تبادل الخيرات المادية، والخطابات وغيرها، كما لا يمكن أن يتم ذلك إلا داخل المجتمع. من هنا يتضح أن لا مجتمع بدون تبادل. فكيف يرتبط وجود المجتمع بالتبادل في بعده الاقتصادي؟ وكيف يسهم تبادل الخيرات المادية في تطور المجتمع؟ وماهي الاثار الممكنة لهذا التبادل على العلاقة بين الجماعات والأمم؟ كيف نميز بين القيم التبادلية من جهة والقيم الاستعمالية من جهة ثانية؟

تحليل موقف جون جاك روسو؛ التبادل أساس المجتمع

يؤكد روسو أنه « لا يمكن لأي مجتمع أن يوجد بدون تبادل، ولا يوجد تبادل بدون مقياس مشترك، ولا يوجد مقياس مشترك بدون مساواة ». أي إن المجتمع الإنساني لم يتحقق إلا مع التبادل، وما فيه خير للناس. هو أن يقتنعوا بأن هناك قاعدة للمساواة بين الحاجات والأشياء القابلة للتبادل. كما أن الاعتقاد بإمكان الفرد أن يكفي نفسه بنفسه وهو منعزلا لا يؤدي به إلا إلى أن يكون شقيا، لذلك لابد من أن يتشارك مع الآخرين ويتقاسم معهم الأرض وتبادل الخيرات فيلبي كل واحد للآخرين حاجاتهم، وهكذا فلا تبادل إلا داخل مجتمع، حيث يقوم كل واحد بعمله بإتقان. وإذا لم يشترك الناس في هذا النوع من الاعتقاد والإقتناع فلن يحصل أي تبادل، ومن ثمة لن يوجد أي مجتمع.   

تحليل موقف ألكونت دو مونتسكيو، التبادل التجاري داخل المجتمع وبين الامم.

يذهب مونتسكيو إلى أن تبادل الخيرات المادية عبر التجارة، من شأنه أن يسهم في تحقيق قيم أخلاقية كالاتحاد والسلام بين الأمم، « بحيث توجد أخلاق وأعراف مهذبة توجه التجارة، حيث توجد التجارة توجد أخلاق وأعراف مهذبة ».بل إن التبادل التجاري يجعل الامم تعرف أخلاق وثقافة بعضها البعض. هكذا فتفاوض أمتان واتحادهما يجد أساسه في الحاجات المتبادلة. كما « إن أبسط الأشياء التي تحتاجها الإنسانية تباع وتشترى ». 

موقف آدم سميت، تحليل نص: القيمة التبادلية والقيمة الاستعمالية .

بين آدم سميت في تناوله لقيمة البضاعة أو الشيء القابل للتبادل، أن هناك دلالتين مختلفتين أو قيمتين: « يمكن أن ندعو إحداهما القيمة الاستعمالية، والأخرى القيمة التبادلية ». إذن فالبضاعة تحمل قيمتين: إحداهما تبادلية والأخرى استعمالية. والعلاقة بينهما عكسية، ذلك أن مقدار القيمة يتحدد بكمية العمل المبذول في إنتاج البضاعة الحاملة لتلك القيمة في حال الشراء أو الطلب.

إن « العمل إذن هو المقياس الحقيقي للقيمة القابلة لتبادل كل بضاعة كيف ما كانت... إن البضائع ( الخيرات المادية ) تحتوي على قيمة كمية معينة من العمل، والتي نبادلها بما يفترض أنه يعادل قيمة العمل نفسه ». وهذا الأمر يعني أن الثروة لا تأتي من مراكمة الذهب والفضة ، وإنما تأتي من العمل. 

موقف هربرت ماركيوز، تحليل نص؛ النظام الاجتماعي وإنتاج السلع.

يرى ماركيوز أن في كل نظام اجتماعي أو تشكيلة اجتماعية سائدة، فإن العمل ينتج سلعا. وهذه السلع تتحدد قيمتها الاستعمالية في السوق، حيث يتم تبادلها فيما هي سلعة مع نتاج آخر للعمل. هكذا يصبح نتاج أو منتوج العمل كسلعة « قيمة تبادلية تجعله معادلا لكل سلعة أخرى ». « وهكذا فإن السلع. بعض النظر عن أشكالها الطبيعية ودون اعتبار للنوع الخاص من الحاجات الذي يستخدم هذه السلع قيما استعمالية له، يمكن أن تتساوى بمقادير معينة ويحل بعضها محل بعض في التبادل ». وبالتالي فالأساس الذي يقوم عليه تبادل الخيرات المادية في النظام الاجتماعي هو العمل المنتج للسلع أو الخيرات المادية.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق