المحور الأول ما الفن أو العمل الفني؟

في ماهية الفن؛ ما الفن؟ ما العمل الفني؟

مجزوءة الفاعلية والإبداع

درس مفهوم الفن المحور الأول؛ ما الفن؟ ( العمل الفني)

تأطير إشكالي؛

إذا سألنا فنانا «لماذا ترسم؟» أو موسيقيا «كيف تبدع ألحانك؟» فلعنا سنتلقى جوابا عن سؤالينا، ولعلنا لن نجد في جوابهما ما يقنع بأن الفنان يعرف السبب الذي يدفعه إلى الرسم، ولا كيف يحقق أعماله الفنية، ولا ما هو الفن إجمالا. صحيح، ما الفن؟ ما العمل الفني؟ هل هو كل ما أنتجه الإنسان على مر العصور أم أن الفن أو العمل الفني له خصوصياته وطبيعته المميزة له؟ في ما تتجلى ماهية الفن؟ وما الفرق بين الفن والحرفة، والتقنية، والعلم؟

مطلب التحليل؛ موقف مارتن هايدغر: نص ماهية الفن

الفن نموذج للحقيقة الغامضة لوجود الإنسان وعلاقته بالعالم. وهذا يعني أن العمل الفني وحدة مستقلة للمعنى والاحساس. يقول هايدغر «إن الجانب السيئة لصيق بالآثر الفني، حتى إن الآثر الفني يضم فوق جانبه الشيئي جانبا آخر أيضا. هذا الآخر القائم في الآثر هو ما يشكل جانبه الفني. .. .في الآثر يتم تأليف الشيء المصنوع مع آخر ...». هكذا فلفهم الفن وتحديد ماهيته حسب هايدغر لابد من تحديد دلالة الآثار الفنية والتي تشتمل على جانب واقعي شيئي، لكن الآثر الفن يُظهرُ لنا شيئا آخر غير جانبه الشيئي. إنه يظهر التجربة الاستطيقية المبدع والتي تستعمل أدوات التمثيل والرمز، وهذا ما يحدد ماهية الفن. أي أن الفن في ماهيته هو تلك الإضافة التي يضفيها المبدع على شيء مصنوع (عمل فني) بحيث يحمل رمزا ودلالة ما.

مطلب المناقشة؛

موقف هانس جورج غادامير: تحليل نص؛ كيف يجب أن نفهم العمل الفني

يرى جادامير «أن العمل الفني يمكن تعريفه بدقة على أساس عدم كونه شيئا قد تم إنتاجه الآن ويمكن إعادة إنتاجه مرارا وتكرارا». فما يميز العمل الفني أو الإبداع الفني هو الفردية وعدم القابلية للتكرار، ذلك لأن الفن إبداع أصيل وفريد من نوعه وليس مجرد عمل فقط، ويتميز بعدة خصائص: التجاوز: تجاوز العمليات العملية التي أنشأته، التكيف؛ أي أنه إبداع متكيف بذاته، أسلوب فهمه؛ بحيث يفرض نفسه باعتباره تجليا خالصا يفهم في ذاته.

موقف ايمانويل كانط؛ تحليل نص: العمل الفني إبداع عقلي

يميز كانط بين الفن والحرفة، فالفن عمل حر، والحرفة عمل ارتزاقي، أي أن الفن لا يهدف تحقيق غاية مادية نفعية خلاف الحرفة التي من وراءها منافع مادية، بالإضافة إلى أن الفن يتميز عن العلم، إذ يخضع العلم لقواعد منهجية، بينما يكسر الفن القواعد ويخرج عن نطاق المعتاد والمألوف. إن العمل الفني ابتكار وإبداع صادر عن العقل الإنساني وعن الإرادة الحرة، وهذا يعني تميز الفن كذلك عن الطبيعة وما تنتجه الكائنات غير العاقلة.

موقف بيير فرانكاستل؛

يعتبر الفن شكلا من أشكال التقنية، فهو لا يتعارض معها، كما أنه لا يتماهى معها كليا، وفي هذا الصدد يشير فرانكاستل إلى أن الفن يمثل مجال الممكن ومن خلاله وعبر الصورة يكشف الإنسان عن رغبته في تنظيم الكون من جديد، «والفن لا يحرر الإنسان، من كل الإكراهات، ولا يمنحه الوسيلة التي تمكن من ضبط وترجمة الإحساسات في المطلق، إنه يمثل عالما من المعرفة والتعبير المنتوج بالفعل». وجعل العالم أكثر قوة وملاءمة وإنسانية.

موقف فريدريك نيتشه؛

«إن مقولة الفن من أجل الفن هي بمثابة أفعى تعض ذيلها»، بمعنى أن الفن حسب نيتشه لدى البعض ( التصور الأخلاقي) هو تحصيل حاصل أي لا غاية غير الفن في ذاته، هذه الفكرة لا يمكن القبول بها، فالفن لا يمكن افراغه من كل معنى أو افتقاده مطلقا من كل غاية نفعية. إذن وفي نظر نيتشه ف«إن الفن هو أكبر منبه من أجل الحياة»، أي أنه غايته وهدفه هو الرغبة في الحياة، فلا يجوز اعتباره بدون غاية، فليس الفن من أجل الفن.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق