اللغة خاصية إنسانية الإنسان كائن رامز سابير دوسوسير ومفكر ديكارت

درس مفهوم اللغة: المحور الأول: اللغة خاصية إنسانية

مجزوءة الإنسان - مفهوم اللغة / اللغة خاصية إنسانية

تقديم إشكالي للدرس دلالة مفهوم اللغة؛

 تتحدد اللغة في التداول العام والشائع بالكلام، بمعنى أن الكلام وحده دال على اللغة وغير ذلك من علامات وإشارة وترميز.. فلا يعدو كونه كذلك. واللغة حسب ما جاء في معجم لسان العرب لابن منظور «أصوات يعبر بها قوم عن أغراضهم». وهي (اللغة) في  دلالتها الفلسفية لها معنيين حسب لالاند: معنى خاصا ومعنى عاما. اللغة بالمعنى الخاص هي: «التعبير الكلامي عن الفكر داخليا أو خارجيا»، وهي بالمعنى العام: «كل نسق يمكن أن يُتّخذَ وسيلة للتواصل (كلام، إشارات، رموز، إماءات، ..)».

من خلال ما تقدم يمكن أن نحدد مجموعة من التقابلات المرتبطة بمفهوم اللغة، تقابلات نجملها في التساؤلات الآتية: هل اللغة خاصية إنسانية، وما الذي يجعلها كذلك؟ ما علاقة اللغة بالفكر؟ هل تشكل القواعد المتضمنة في اللغة نوعا السلطة، وما علاقة السلطة باللغة؟

المحور الأول: اللغة خاصية إنسانية

تساؤلات مؤطرة؛

هل اللغة خاصية إنسانية أم أنها تتسع لتشكل الحيوان أيضا؟ وما الفرق بين اللغة الإنسانية و«اللغة» الحيوانية؟ ما الذي يجعل من اللغة خاصية إنسانية، والإنسان كائنا لغويا؟

تحليل نص: الإنسان كائن لغوي رامز، إرنست كاسيرر؛

يرى كاسيرر بأنه لا يوجد أدنى اختلاف بين الإنسان والحيوان من الناحية البيولوجية، فالاختلاف إنما يوجد في نمط العيش. فهما يشتركان في امتلاك الجهاز المستقبل والجهاز المؤثر، غير أن الإنسان يمتلك جهازا إضافيا به يتميز وهو الجهاز الرمزي، جهاز ابتكرها لنفسه، ومكنه من إنتاج الرموز واللغة والأسطورة والفن،،،  لتسهيل الحياة عليه وتدعيم عملية التواصل مع بني نوعه، فالإنسان يفهم الرموز ولديه القدرة على تأويلها. إذن فالإنسان حيوان رامز، لا يدرك الواقع، ولا يتواصل مع الأخرين، إلا من خلال أنساق رمزية يحيا فيها بواسطتها. يقول إرنست كاسيرر «لقد أحاط الإنسان نفسه بأشكال لغوية، وصور فنية، ورموز أسطورية ... إلى حد أنه لا يستطيع أن يعرف شيئا دون هذا العنصر المتوسط، المصطنع».

مطلب المناقشة: الانفتاح على مواقف أخرى؛

تحليل نص: اللغة خاصية مميزة للإنسان وحده، روني ديكارت؛

إن اللغة من حيث هي كلام، هي خاصية مميزة للإنسان وحده، ولا وجود للغة بهذا المعنى، لدى الحيوان. فالحيوانات لا تنطق ولا تتكلم مثل الإنسان مع أن بعضها يمتلك جهازا صوتيا مماثلا للجهاز الصوتي البشري، والحيوانات القادرة على تقليد الكلام البشري عاجزة عن تأليف وإعادة تأليف كلمات جديدة، للتعبير عن معان ودلالات جديدة. ويرجع السبب الرئيسي، في نظر ديكارت، إلى افتقار الحيوانات للعقل والفكر والوعي. فالحيوان كالآلة لا يبدع كلاما، وإنما يستجيب استجابات انفعالية لمؤثرات تسبب له آلما أو لذة. «فالكلام لا يناسب سوى الإنسان وحده».

تحليل نص: اللغة خاصية إنسانية، إميل بنفنيست؛

تعتبر اللغة حسب بنفينست بمثابة نظام رمزي خاص ذي وجهين: وجه مادي يتجلى في الدلائل المنطوقة أو المكتوبة وهي بذلك تكون قابلة للملاحظة والوصف والتسجيل. ووجه لا مادي يتمثل في المداولات. فاللغة تتحقق ملكة الترميز عن الإنسان، « والقدرة على الترميز هي أخص خصائص الكائن البشري». كما تتميز اللغة الإنسانية بخصائص ثلاث وهي: ارتكازها على الصوت وتحرر العلامة أو الرمز فيها من الموضوع الخارجي الذي يشير إليه، فقابلية الكلام البشري للتحليل إلى وحدات لغوية دلالية وصوتية قابلة للتأليف وإعادة التأليف إلى ما لا نهاية.

تحليل نص؛ اللغة ملكة رمزية وخاصية اجتماعية؛ دوسوسير:

اللغة ملكة رمزية تتحقق من خلال اللسان، الذي هو نسق رمزيا ذا طبيعة اجتماعية، على عكس الكلام الذي يعتبر فرديا وإراديا. فاللسان مجموعة من العلامات واتحاد بين دال ومدلول، غير أن هذا الاتحاد يكون اعتباطيا ولا صلة طبيعية واقعية أو تبرير عقلي أو تعليل مقصود يربط بينهما. وإنما يرتبطان على أساس المواضعة والاتفاق. والدليل على ذلك تعدد الرموز والعلامات اللسانية لشيء واحد واختلافها باختلاف الألسن وتعددها.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق