مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة في رحاب الفلسفة

تحليل نص ستراوس: مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة

الإجابة عن أسئلة الفهم:

  • تتمحور الفكرة الرئيسية للنص حول صعوبة التمييز بين الطبيعة والثقافة، ذلك أن الانتقال من الطبيعة إلى الثقافة ظل لغزا صعب الحل، وكل الطرق قد خيبت الآمال بشكل كبير في الحسم فيه، ولقد جعل كلود ليفي ستراوس معيار القاعدة وما هو عام أساسين اعتمد عليهما للتمييز بين الطبيعة والثقافة، حيث اعتبر أنه حين تظهر القاعدة فنحن على يقين بأننا على صعيد نظام الثقافة، كما أنه من السهل معرفة أن الكوني أو العام هو معيار الطبيعة..

  • يمكن القول بأن القاعدة تتميز في النص بثلاث خصائص:

  1. الانفلات مما هو غريزي إذ تعتبر ذات صبغة أخلاقية،
  2. النسبية: ذلك أنها قد توجد في هذا المجتمع وتغيب في مجتمعات أخرى،
  3. الخصوصية: إنها ترتبط بالعادات والتقاليد، والقوانين والمؤسسات الخاصة بمجتمع معين.

  • ما يمكن فهمه من هذه الجملة (هل خوف الطفل من الظلام يُفَسّرُ بإرجاعه إلى طبيعته الحيوانية، أم إلى سماع حكايات مربيته؟)، هو صعوبة الحسم في تفسير خوف الطفل إما طبيعيا أو ثقافيا، ذلك أن هناك تداخل بين البعدين في تفسير مثل هذه الأفعال.

إشكالية نص كلود لفي ستراوس

ما الطبيعة؟ وما الثقافة؟ وكيف يمكننا أن نميز بينهما حتى نستطيع القول هذا فعل طبيعي في الإنسان وذاك فعل ثقافي اكتسبه؟

مفاهيم نص مشكلة التداخل بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي

التمفصل: أي التداخل بين بعدين مختلفين وحضورهما المتزامن في السلوك الإنساني الواحد، ما يخلق صعوبة عند محاولة التمييز بين البعدين المختلفين (الطبيعي الثقافي)،

الكلي: ما يشمل العالم كله بلا استثناء، ويعني كذلك المشترك بين البشر، ومقابله الجزئي،

النسبي: يشار به إلى ما ليس له دلالة إلا في علاقته بشيء أخر غيره، أو ما هو محدود في مقابل المطلق أو الكوني،

القاعدة: مبدأ أو مصدر يحدد ما ينبغي القيام به في حالة معينة، وبحيث يتسم بالنسبية والخصوصية.

عناصر النص وأفكار الأساسية:

  1. إن الأفعال الإنسانية يتداخل فيها ما هو نابع من طبيعة الإنسان الداخلية وما هو انعكاس لما يكتسبه من المجتمع.

  2. يمكن عزل عناصر الطبيعة عن عناصر الثقافة انطلاقا من معياري الكونية والقاعدة، فما يتسم بالعمومية والعفوية في السلوك الإنساني فهو طبيعي، وما هو نسبي ومتغير من جماعة بشرية إلى أخرى فهو ثقافي.

  3. على الرغم من صعوبة التمييز بين الطبيعي والثقافي في السلوك الإنساني، فإنه لا يمنع من وجود معيار لتحديد كل منهما وهو معيار القاعدة والكونية، فما هو ثابت وجوهري ويشمل النوع البشري ككل فهو ينتمي إلى الطبيعة الإنسانية، في حين أن ما يشكل قاعدة للسلوك داخل المجتمع من عادات وتقاليد ... فهو ينتمي إلى مجال الثقافة.

البنية الحجاجية لنص ستراوس أين تنتهي الطبيعة وأين تبدأ الثقافة؟

لقد وظف صاحب النص مجموعة من الأساليب الحجاجية لدعم أطروحته، من بينها:

المقارنة: يقارن بين الأفعال الطبيعية في الإنسان والأفعال المكتسبة من المجتمع ويبرز أوجه التداخل بينهما والغاية منها أن يبرز لنا صعوبة عزل الأفعال الطبيعية عن الأفعال الثقافية لدى الإنسان.

حجة السلطة: "ويمكن أنذاك أن نتساءل – كما فعل لوك...."،  يستشهد من خلالها على صعوبة التمييز في الأفعال الإنسانية بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي.

الاستفهام: "فأين تنتهي الطبيعة؟ وأين تبدأ الثقافة؟" وهنا يستفسر الكاتب عن الأساس والمعيار الذي يكن أن نتخذه كحل لإشكالية التمييز بين الطبيعة والثقافة.

موقف صاحب النص:

يرى كلود ليفي ستراوس أن مسألة التمييز بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي في الإنسان مسألة صعبة وشائكة وذلك نظرا للتعقيد والتداخل الذي يميز الظواهر الإنسانية، وإن صاحب النص يقترح من أجل حل مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة حلا يمثل في الاستناد إلى معيارين للتمييز هما: القاعدة والكونية، فكلما عثرنا على القواعد فهذا يعني أننا في إطار ما هو ثقافي، و بالعكس، كلما وجدنا أنفسنا أمام ما هو كوني فالأمر يتعلق بما هو طبيعي، وإذا كان الثقافي يتميز بالنسبية والخصوصية فإن الطبيعي يتميز بالكونية والعمومية والثبات.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق