ملخص درس النظرية والتجربة المحورين الأول والثاني
المحور الأول: التجربة والتجريب
تساؤلات إشكالية: ما الفرق بين التجربة والتجريب؟ ما هي شروط التجريب العلمي، أهم خطواته المنهجية؟ وهل التجريب العلمي واحد من نوعه أم له أنواع مختلفة؟
مطلب التحليل: موقف كلود برنار؛ تحليل نص "التجريب انصات للطبيعة"
يقدم
كلود برنار باعتباره أحد أبرز ممثلي النزعة التجريبية الاختبارية الأسس النظرية
للمنهج التجريبي، والشروط التي ينبغي توفرها في العالِم التجريبي حتى يتمكن من
بناء وتأسيس نظرية علمية؛ إذ يجب أن يكون ملاحظا ومجربا في نفس الوقت؛ ملاحظا جيدا
ينقل الظاهرة الملاحظة بدقة وأمانة، ليعمد بعدها إلى التجربة (العلمية أو التجريب)
بعد أن تصورها ذهنيا للتحقق من الفرضية أو الفكرة التي تبلورت في ذهنه نتيجة معاينته
وملاحظته للظاهرة. وذلك وفق خطوات منهجية دقيقة؛ الملاحظة، الفرضية، التجربة،
الاستنتاج أو القانون. نفهم من كل ذلك أن التجربة تمثل الأساس في بناء النظرية في
العلم حسب برنار والتجريبيين عامة.
مطلب المناقشة: استثمار نص " الخيال والتجريب"؛ موقف روني طوم
ينتقد
روني طوم النزعة التجريبية الاختبارية التي يرى أصحابها أن التجريب الاختباري يمثل
المقوم والأساس الوحيد لبلوغ الحقيقة وبناء النظرية العلمية. ويؤكد بالمقابل أن
الخيال الرياضي كعملية ذهنية، أو تجربة ذهنية، يقوم بدور مهم وأساسي في بناء العلم
المعاصر الذي أصبح موضوعه (الظواهر الميكروسكوبية: الذرة، الالكترون...)، غير قابل
للقياس المخبري، وهنا يعد العقل (الخيال) الأساس في تأسيس وتشكل المعرفة العلمية. "
إن التجريب وحده عاجز عن اكتشاف سبب أو أسباب ظاهرة ما. ففي جميع الأحوال ينبغي
اكمال الواقعي (الموضوع) بالخيالي (العقل)."
تركيب للمحور الأول:
هكذا
ومن خلال ما تقدم، نستنتج، أن هناك تباين واختلاف بين العلماء فيما يخص أساس بناء
النظرية العلمية، فهناك من حدده في التجربة، ومنهم من حدده في العقل. وهذا يدفعنا
للتساؤل حول طبيعة العقلانية العلمية: هل هي عقلانية تجريبية خالصة، أم العكس،
عقلانية عقلية رياضية؟ أم أنها عقلانية تقوم على أساس الحوار والتكامل بين العقل
والتجربة؟
المحور الثاني: العقلانية العلمية
تساؤلات إشكالية: (أنظر تركيب المحور الأول)
العقلانية العلمية (حسب النزعة التجريبية) في نظر كل من "فرانسيس بيكون"، و"كلود برنار"
إن
التجريب العلمي المخبري كسيرورة منهجية تمثل فيها التجربة لحظة أساسية وحاسمة في
صياغة القوانين والنظريات العلمية بل الأساس الذي تنبني عليه تلك النظريات.
ومنه فالعقلانية العلمية عقلانية تجريبية اختبارية.
العقلانية العلمية حسب النزعة العقلانية، تحليل نص ألبيرت انشتاين؛ العقلانية المبدعة
"
إن نسقا كاملا من الفيزياء النظرية يتكون من مفاهيم وأفكار وقوانين (..) والحال أن
هذه المفاهيم والأفكار هي إبداعات حرة للعقل البشري "، نفهم من هذا القول، أن
المفاهيم التي تبنى عليها النظريات العلمية هي إبداعات حرة للعقل الرياضي، وما
يمكن للتجربة القيام به سوى التوجيه والارشاد في وضع الفرضيات وهذا دور ثانوي، ذلك
أن العقل هو المبدأ الخلاق للنظرية العلمية. ونفهم أن الفكر العلمي أو العقلانية
العلمية، عقلانية رياضية (مبدعة) خالصة.
العقلانية المعاصرة المنفتحة: تحليل نص "حوار العقل والتجربة" ل غاستون باشلار/ الإشارة إلى جون بيير فيرنان
يقول
غاستون باشلار: " لا توجد عقلانية فارغة، كما لا وجود لاختبارية عمياء "،
بمعنى أن الواقع في قبضة ما هو عقلي، والحجج والبراهين العقلية مرتبطة بالمعطيات
التجريبية. وعليه فالعقلانية العلمية في نظر "باشلار" ليست
بعقلانية منغلقة أو مطلقة؛ رياضية مبدعة أو تجريبية اختبارية، بل عقلانية مطبقة
منفتحة. أو كما عبر عن ذلك "فيرنان" أكثر مرونة ونسبية.