المحور الثاني: محطات من تاريخ الفلسفة:

تقديم إشكالي للمحور:

إن تاريخ الفكر الإنساني هو تاريخ تطوره، والفلسفة باعتبارها شكلا من أشكال الفكر الإنساني عرفت هي الأخرى تطورا  عبرا تاريخها, فقد عرف عدة محطات أو مراحل وكانت الفلسفة خلال كل محطة أو من تاريخها تعكس اهتمامات وانشغالات البيئات التي ظهرت داخلها، لذلك جاءت أفكار وتصورات ومفاهيم الفلاسفة متمايزة ومختلفة وذلك لأن كل فلسفة هي إجابة على أسئلة عصرها، فالفلسفة اليونانية في بدايتها كانت عبارة عن بحث أنطولوجي (المتعلق بالبحث في الوجود) وهذا راجع لكون اليونانيين كانوا منشغلين بالبحث في الطبيعة وإيجاد أسبابها وعللها. لكن الفلسفة لم تعرف مسارا أو اتجاها واحدا، ولكنها عرفت مسارات واتجاهات متباينة، فكان تاريخها هو تاريخ التعدد والتنوع والاختلاف، وهذا المظهر لا يظهر بين فلسفة و أخرى، بل يظهر داخل الفلسفة الواحدة وإذا كنا قد أبرزنا أن الفلسفة لها تاريخ وأصل، بدأ منذ الفترة اليونانية (الإغريق) مع الفلاسفة الطبيعيين، ومن بعدهم سقرا وتلميذه أفلاطون وتلميذ هذا الأخير أرسطو، وذلك كل بطريقته الخاصة، فما هي المحطات أو اللحظات الكبرى لهذا التاريخ؟ وما هي أهم سيمات  ومضوعات كل محطة من تلك المحطات؟

الفلسفة في العصور الوسطى

الفلسفة الاسلامية:

تحليل نص أبو الوليد ابن رشد: الفلسفة والدين:

قضية النص؛

يتناول هذا النص قضية أساسية ميزت تلك الفترة التي ينتمي إليها ابن رشد بحيث فرضت نفسها على كل المتكلمين والفلاسفة المسلمين لاعتبارات متعددة منها ما هو فكري خالص، ومنها ما هو اجتماعي ثقافي، ومنها ما هو سياسي، وهي قضية العلاقة بين الدين والفلسفة أو بين الحكمة والشريعة، كما يبرز النص في نفس الوقت موقف الدين من الفلسفة.

إشكال النص؛

يطرح هذا النص إشكالا فلسفيا متعلقا بمسألة العلاقة الموجودة بين الدين والفلسفة وكذا مسألة رأي الدين في الفلسفة، وهما مسألتان يمكن التعبير عنهما استفهاميا على المنوال التالي:

أية علاقة بين الفلسفة والدين؟ هل هي علاقة تضاد وقطيعة، أم هي علاقة توافق واتصال؟

ما هو موقف الدين من الفلسفة ؟ هل الدين يحرم فعلا الفلسفة أم أن الدين يدعو إلى التفلسف ويأمر به؟

موقف صاحب النص "ابن رشد"؛

انطلق ابن رشد في أطروحته من تعريف الفلسفة وبيان مقصدها، فاعتبرها نظرا في الموجودات يهدف إلى معرفة حقيقة الخالق، وقد أبرز ابن رشد أيضا أن الشريعة تدعوا وتحث على النظر في الموجودات وعلى استخدام العقل، وفي الأخير أكد أن الفلسفة لا تتعارض مع الدين بل إنهما متصلان  متوافقان، لأنهما معا حق.

الإطار مفاهيمي النص؛

يشتمل هذا النص على مجموعة من المفاهيم التي تختلف من حيث دلالتها، ويمكن في هذا المجال أن نميز بين حقلين أو معجمين دلاليين مختلفين:

المعجم الفلسفي: التفلسف، الاعتبار، القياس، البرهان، الحق،

المعجم الديني / الشرعي: الندب، الشرع، الشريعة، الخالق، الوجوب، القياس الشرعي، وبين الحقلين الدلاليين توجد مفاهيم مشتركة مثل: الحق، القياس.

الفلسفة في العصر الحديث

 الفلسفة الغربية الحديثة:

تحليل نص: روني ديكارت: "الفلسفة والمنهج"

موضوع النص وسياقه التاريخي:

شهد الفكر الفلسفي ولادة جديدة خلال العصر الحديث (1500-1900), فظهرت الفلسفة الحديثة لتعكس بقضاياها الاهتمامات التي شغلت بال المفكرين خلال هذه الفترة. ومن بين أهم القضايا التي انشغلت بها هذه الفلسفة، مسألة المنهج وكيفية بلوغ الحقيقة،

سؤال النص:

ما هي الطريقة الصحيحة للوصول إلى معرفة جميع الأشياء؟ ما هي الخطوات الواجب اتباعها لبلوغ اليقين؟

موقف صاحب النص "ديكارت"؛

انطلق ديكارت من الإقرار بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر وعدم التسرع في إصدار الأحكام التي لم تستمد من العقل، ولقد اعتبر ديكارت على أن الوصول إلى معرفة جميع الأشياء يتطلب امتلاك طريقة أو منهج، ولقد انتهى ديكارت من خلال دراسته لعدد من العلوم والفلسفة إلى استنباط أربعة قواعد منطقية توصل إلى اليقين وهي:

1.   الشك في ما هو غير واضح،

2.   تقسيم المشكلات إلى أجزاء،

3.   ترتيب الأفكار من البسيط إلى المركب،

4.   الإحصاء و المراجعة الشاملة للنتائج.

الإطار المفاهيمي للنص:

  • الألفاظ الدالة على تأسيس المنهج أو طريقة جديدة في التفلسف: الحيطة، العقل، المنطق، البحث، البداهة، القاعدة، المراجعة، الوضوح والتميز، التدرج،
  • العلاقة بين المفاهيم الآتية:

علاقة الفلسفة بالمنطق، علاقة تضمن، أما علاقة العقل بالبداهة فعلاقة تلازم، بينما هي علاقة تعارض بين المعرفة والشك،

  • يقصد بالمنهج: الطريقة التي تسلكها الذات العارفة للوصول إلى حقيقة موضوع المعرفة اعتمادا على قواعد (خطوات) عقلية.
الفــلــسـفـة المـعــاصـرة:

تحليل نص برتراند راسل: "الفلسفة والعلم":

أسئلة النص؛

ما المقصود بالعلم؟ وما علاقة الفلسفة به؟ وما موقف الفلاسفة منه؟ وما مهمة الفلسفة ووظيفتها في علاقتها بالعلم؟

موقف صاحب النص؛

أبرز "راسل" أن مجال العلم يختلف عن مجال الفلسفة, فالعلم يهتم بدراسة الأشياء والظواهر مثل الآلات والإنسان والكواكب، أما الفلسفة فهي تهتم بالتأمل والاستطلاع والاستكشاف، إنها عبارة عن مغامرة فكرية. وأكد أيضا على أن خطاب الفلسفة يبدأ عندما يغادر الإنسان نطاق العلم، وفي نفس الوقت بين على أن هناك علاقة بين الفلسفة والعلم، غير أن العلم عندما يتأسس على قوة متينة، فإنه يستقل عن الفلسفة ويصبح قائما بذاته.

وقد بين راسل موقفه من قضية الفلسفة والعلم، من خلال مجموعة من المفاهيم: العلم، والفلسفة، مشكلات الحدود. كما اعتمد على بعض الحجج نذكر منها: البرهان بالخلف، فحجة بالتمثيل، ثم المقارنة.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق