منطق الفلسفة نص أدوات فعل التفلسف ونص السؤال في الفلسفة

المحور الثالث: منطق الفلسفة: أليات فعل التـفـلسف، السؤال في الفلسفة

مدخل نظري لإشكالية المحور:

في سياق تربوي تعليمي اختلف الفلاسفة بحصوص مسألة تدريس الفلسفة بين من يعتبر تاريخ الفلسفة وأنساقها النظرية الأجدر بأن تكون موضوع تدريس(هيغل)، بينما اعتبر البعض الأخر أن الفلسفة كنظريات وأنساق ومذاهب مختلفة لا يمكن أن تكون موضوع تدريس، وفي هذا الإطار قال صاحب الثلاثية النقدية الفيلسوف الألماني كانط: "لا يمكننا تعلم الفلسفة، بل يمكننا فقط تعلم التفلسف"، وفي هذه المقولة نلاحظ أن كانط ميز بين الفلسفة والتفلسف؛ الفلسفة لا يمكن تعلمها، لماذا؟ لأنها كنظريات وأنساق تمثل صرحا غير مكتمل البناء، بل إنه يعرف سيرورة بناء متجددة عبر الزمن، وأما التفلسف فيمكن تعلمه، إذ أنه يدل على الطريقة العقلية التي يسلكها الفلاسفة أثناء ممارساتهم الفكرية، والتفلسف بهذا المعني يقوم على أدوات ومبادئ عقلية للتفكير، تكشف أن للفلسفة  منطق للتفكير أو للتفلسف خاص بها. فبماذا إذن، يتميز منطق الفلسفة؟ ما هي الآليات والأدوات التي يقوم عليها فعل التفلسف أو منطق الفلسفة؟ وما دور تلك الأدوات في بلورة المعرفة؟ بمعنى أخر ما هي خصائص ومعالم التفكير الفلسفي؟

أولا: أدوات فعل التفلسف: تحليل نص كارل ياسبرز:

أسئلة النص: ما هي الآليات والأدوات التي يقوم عليها فعل التفلسف أو منطق الفلسفة؟ وما دور تلك الأدوات في بلورة المعرفة؟

الإجابة على أسئلة الفهم (أفكار النص):

1. يبدأ كارل ياسبرز بتحديد معنى الأصل الذي انبثق منه الدافع إلى التفلسف، باعتبار الأصل تلك البداية الأولى لفعل التفلسف كبداية نظرية للفلسفة، لا ترتبط بزمان أو مكان معين، إنما بممارسة التفكير وفعل التفلسف،
2. للأصل تجليات ومعان، كالدهشة، الشك، والتساؤل حول الذات وكذا البحث عن المعرفة، فالشك يأتي بعد الدهشة يعني فحص المعارف السابقة ونقدها لأجل بلوغ اليقين، أما التساؤل حول الذات والعالم فمن أجل كشف أسرارهما وفهمهما فهما أعمق وأدق،
3. تعتبر تجليات الأصل السابقة أدوات للتفلسف، لأنها تمكن الفيلسوف من انتاج معرفة خاصة غير مرتبطة بالمعرفة العلمية النفعية، كما أنها تمكنه من بناء معرفة حول نفسه.

مفاهيم النص: الأصل، الدهشة، الشك، النقد، الوعي بالذات؛

الدهشة: تفاجؤ أمام شيء أو وقائع نجهل عللها، ما يدفعنا إلى التفكير أي التفلسف،

الوعي بالذات: حدس ومعرفة مباشرة بالذات وما تحمله من أفكار وعواطف، أي تأمل واستبطان ما بداخل الذات ...

حـجـاج النص:

الحجة	نوعها	وظيفتها
إن الأصل هو الدافع إلى التفلسف..،	ألية العرض	عرض فكرة أساسية وهي أن الأصل كدافع للتفلسف له عوامل وتجليات متكاملة: الدهشة، الشك، التساؤل ...)
فلنبدأ إذن بتحديد هذه العوامل ... 1 .....،  2.....،  3....،	ألية الجرد والاحصاء، الشرح والتفسير	جرد وشرح عناصر فكرة النص: الدهشة، الشك، التساؤل، ..
ذكر أفلاطون ....... ويذكر أرسطو ...	حجة السلطة	الاستشهاد بفلاسفة يونانيين أفلاطون وأرسطو، لتدعيم فكرته حول الدهشة كدافع أول للتفلسف والبحث عن الحقيقة.
إن عبارة ديكارت المشهورة...	حجة المثال	مثال من تاريخ الفلسفة (روني ديكارت) كنموذج لتوضيح قصده بالشك كمنهج يؤدي إلى الحقيقة،

موقف صاحب النص؛ كارل ياسبرز:

إن فعل التفلسف هو عملية دائمة لا تقتصر على زمان أو مكان معينين، هذه العملية تتم وفق أدوات وآليات في مقدمتها الدهشة، والشك، فالتساؤل والعودة إلى الذات، والرجوع إلى الذات أو ما يسمى تأمل الفكر لذاته، رجوع لفهم الذات والعالم أكثر. ولحظة الوعي بالذات وبالضرورات يكون الإنسان قد بلغ أعماق أصل التفلسف.

ثانيا: السؤال في الفلسفة: تحليل نص طه عبد الرحمان:

أسئلة النص؛ ما طبيعة السؤال الفلسفي؟ ما هو السؤال الفلسفي؟ وما هي أشكاله؟

أطروحة طه ع الرحمان؛

يميز طه ع الرحمان بين شكلين من السؤال الفلسفي، باعتباره أحد أبرز خصائص التفكير الفلسفي وأليات اشتغاله،

مفاهيم النص؛

السؤال الفحصي: عبارة عن مجموعة من الأسئلة المترابطة تستهدف فحص ادعاء المحاور وكشف تناقض أجوبته، وغايته الاقناع أو الإفحام،

السؤال النقدي: سؤال يستهدف نقد أليات المعرفة وشروطها وحدود تلك الألية (العقل) في المعرفة،

حجاج النص؛

أسلوب العرض: عرض النص لفكرة رئيسية وهي اشتهار الفلسفة بممارسة السؤال، وأن السؤال الفلسفي أشكال متعددة،

حجة من تاريخ الفلسفة: ذكر ممارسة كل من سقراط وكانط لنوعين محددين من أشكال السؤال الفلسفي،

ألية المقارنة: التمييز بين شكلين من السؤال الفلسفي؛ سؤال فحصي غايته الاقناع، وأخر سؤال نقدي يبرز شروط وحدود المعرفة،

موقف "طه ع الرحمان"؛

يؤكد المفكر المغربي طه عبد الرحمان على اشتهار الفلسفة بممارسة السؤال، وقد حدد في كتابه "الحق العربي الاختلاف الفلسفي" على شكلان من أشكال السؤال الفلسفي؛ سؤال يوناني قديم مارسه سقراط، سؤال فحصي اختباري أساسه الحوار وهدفه الاقناع، وسؤال أوربي حديث مارسه كانط، سؤال نقدي موجه للمعرفة ولأداة المعرفة (العقل)، قصد تحديد شروط وحدود ما يمكن للإنسان  أن يعرفه.