مفهوم التقنية والعلم (التقنية خاصية إنسانية.. نتائج تطور التقنية)

درس مفهوما التقنية والعلم، مستوى الأولى باكالوريا

مجزوءة الفاعلية والإبداع: تقديم عام:

تعرفنا سابقا ومن خلال المجزوءة الأولى ما الإنسان؟ أن الإنسان كائن عاقل واعي وراغب واجتماعي بطبعه، يستطيع الكلام والتواصل بواسطة اللغة، وهذا يعني أنه ذات فاعلة مؤثرة في الوجود الذاتي والموضوعي، فاعلية تشمل ما ينتجه من تقنيات، ومختلف الأنشطة التبادلية والإبداعية الفنية التي تعبر عن إنسانيته، بحيث يسعى من خلالها إلى إبداع عوالم رمزية جديدة، تمكنه من تجاوز حالات النقص التي تميز وجوده، وإلى إبراز قدراته وتأكيد ذاته سواء في علاقته بالطبيعة أو مع الآخرين.

مفهوما: التقنية والعلم

تقديم عام  للدرس / المفهوم:

يقاس تقدم الأمم وتحضرها اليوم نما هو علمي تقني، فالأمة الرائدة في مختلف أنماط العلوم وأشكال الصناعات التكنولوجيا، والتي تطورت التقنية من مجرد أدوات بسيطة إلى ان وصلت إلى المستوى الالكتروني الذي نشاهده اليوم، هي بحق أمة متقدمة، مقارنة بالأمة العربية التي ما تزال في مستوى أدنى على مستوى الإنتاج، الشيء الذي يدعو إلى التساؤل حول أسس التقنية الحديثة وماهيتها..؟ وأي علاقة بين العلم والتقنية..؟ ما انعكاسات التطور التقني ونتائجه..؟

المحور الأول: في ماهية التقنية: التقنية خاصية إنسانية

تساؤلات إشكال المحور:

ما التقنية؟ فيما تتحدد ماهيتها أو حقيقتها؟ هل في صنع الأدوات والآلات أم تتجاوز ذلك إلى شيء أخر؟ وهل هي خاصية إنسانية أم أنها خاصية حاضرة حتى للحيوانات؟

موقف أوسولد شبنغلر: تحليل نص؛ مفهوم التقنية

إن التقنية لا تتحدد في صنع الأدوات والآلات في حد ذاتها.، كما أنها ليست خاصية إنسانية فقط بل موجودة أيضا لدى الحيوان، لذلك يميـز صاحب النص بين التقنية عند الحيوان باعتبارها خطة حيوية غريزة، توجه سلوكه للحفاظ على بقائه واستمراريته. والتقنية الإنسانية باعتبارها خطة للحياة، فهي مرتبطة بالعقل والفكر، هي تتويج لأفكار وتأملات، ومن ثم فهي خطة إستراتيجية للحياة. فالتقنية هي سيرورة إنسانية يسعى من خلالها إلى الدفاع عن نفسه والحفاظ على بقائه في استمرارية للحياة وللوجود البشري.

البنية المفاهيمية:

تضمن نص شبنغلر مجموعة من المفاهيم المفتاحية: كالعصر الآلي أي العصر الذي نعيش فيه حيث الاستعمال المفرط للآلات في مجال الصناعة، وأيضا استخدامه الأدوات باعتبارها مختلف الوسائل المصنوعة أو الطبيعية التي يستعملها الإنسان لتنظيم حياته، ومفهوم خطة حيوية أي الطريقة التي تضمن استمرارية البقاء للكائن الحي، وأخيرا مفهوم خطة حياة أي أسلوب العيش الذي قد يختلف بين الأفراد والجماعات يقوم على العقل والتأمل والفكر.

البناء الحجاجي: أليات الدحض والاثبات، وحجة بالمقارنة، فالاستنتاج.

موقف مارتن هايدغر: تحليل نص؛ ما التقنية

ينطلق هايدغر في نصه من التساؤل: عن ماهية التقنية؟ ويجيب  بأنها نمط وجود الكائن البشري الخاضع لسيطرة الفكر التقني، فالإنسان يوجد تحت قوة تتحداه وتفرض عليه سيطرتها فلم يعد حرا إزاءها، فالكل أصبح خاضعا لسيطرتها نظرا لما تمتل عنده ماهية التقنية من قوة خفية تمكن الإنسان من استخدام جميع قدراته على التخطيط والحساب والتوجيه اعتمادا على معرفة تطبيقية سعيا إلى الفعالية والاقتصاد بوصفهما المبدأين الأساسين اللذين قامت عليهما التقنية وهكذا جسدت على نحو ما الوجه الأساسي  لنمو العقل العلمي وجعلت من العلم في حد ذاته قيمة يتم السعي إليها بحيث أصبح تصور العلم يقوم على فكرة التقدم التقني المستمر. هكذا فماهية التقنية ترتبط بسيطرة العلم في مستواه التقني على الوجود البشري.

تركيب للمحور الأول:

تبين لنا من خلال تناول مسألة ماهية التقنية، وما يجعل منها خاصية إنسانية فقط، تبين أن الموقفين اللذان وقفنا عندهما أنهما متكاملان، بحيث أكدا أصحابهما على أن التقنية لا تتمثل ماهيتها في صنع الأدوات، إنما تجد أساسها في الفكر المرتبط بالعلم الذي أصبح يحكم الحياة الإنسانية ويوجهها، فهي خطة للحياة وتوجيه للإنسان ليتحكم أكثر في الطبيعة.

المحور الثاني: العلم والتقنية

تساؤلات إشكال المحور:

ما العلم؟ وما التقنية؟ ما طبيعة العلاقة التي يمكن أن تربط بينهما؟ كيف يتفاعل العلم والتقنية؟ وما علاقة المجتمع بمؤسساته بذلك؟

موقف ادغار موران: تحليل نص؛ كيف يمكن النظر إلى علاقة التقنية بالعلم؟

يرى موران أن هناك تداخل العلم والتقنية في الحقبة المعاصرة، وأن تطوير التقنية ينتج عنه تطور في المعرفة العلمية، كما أن العلم ينتج التقنية، والتقنية تؤثر في المجتمع، أما المجتمع فيحول العلم والتقنية من خلال مأسستهما. بين العلم والتقنية، إذن، علاقة تكاملية تأسيسية تسهم في تطور المجتمع الإنساني.

بنيت النص الحجاجية:

أسلوب العرض: الاقرار بالتداخل والتفاعل بين العلم والتقنية والمجتمع،

المثال: التجريب العلمي؛ تقنية في حد ذاته، التلسكوبات..

موقف جلبير هوتوا: تحليل نص؛ الفرق بين ثقافة التقنية والثقافة الأصيلة

إن للتقنية استقلالية ذاتية آلية، فهي لم تعد بحاجة إلى تدخل الإنسان فقط، بل أكثر من ذلك قد أصبح الإنسان ملزم بمواكبة ومسايرة التقنية وقوانينها الكونية الشاملة، وبذلك فقد قلصت من فعاليته الإبداعية وحدّت من حريته ومسّت حضارته الرمزية.

تركيب ختامي للمحور الثاني:

إذا كان "ادغار موران" قد أكد على أن تفاعل التقنية والعلم وفق سيرورة دائرية ترتبط بمؤسسات اجتماعية وسياسية واقتصادية تساهم في تطور المجتمع الإنساني، فإن "جلبير هوتوا" قد أبرز من جهته الآثار السلبية لهذا التفاعل على الثقافة الإنسانية وعلى فعالية الإنسان الإبداعية.

المحور الثالث: نتائج تطور التقنية

تساؤلات إشكال المحور:

كيف تتحد علاقة الإنسان بالطبيعة في خضم التطور العلمي والتقنية؟ ما الآثار والنتائج الناجمة عن تطور العلم والتقنية؟ هل استطاع الإنسان أن يحصل الرخاء والسعادة اعتمادا على العلم والتقنية أم أن العكس هو ما كان في المحصلة؟

مطلب التحليل: موقف روني ديكارت: تحليل نص؛ ما غاية استعمال التقنية؟

إن الطبيعة مجالا منظما تحكمه قوانين، إذا ما استطاع الإنسان الكشف عنها ومعرفتها، أمكنه إذ ذاك السطرة عليها واستغلال ثرواتها لمصلحته، وما يمكنه من ذلك هو العلم الطبيعي أو الفلسفة العملية، بحيث يحقق الإنسان تطلعاته لحياة الرخاء والرفاه.

مطلب المناقشة: موقف مشيل سير: تحليل نص؛ ضرورة التحكم في التحكم

يرى مشيل سير أن فكرة التحكم والسيطرة التي قام عليها العلم الحديث في علاقته بالطبيعة أدت إلى نتائج عكسية بالسبة للطبيعة ذاتها وبالنسبة  للإنسان كذلك، في ظل التطور التقني. لذلك يدعو إلى الانسجام والتصالح مع الطبيعة، عبر تقنين وعقلنة استعمال التقنية أو ما أسماه التحكم في التحكم.

موقف جلبير هوتوا: (يمكن توظيفه لمعاجة هذه الإشكالية)

إن للتقنية استقلالية ذاتية آلية، فهي لم تعد بحاجة إلى تدخل الإنسان فقط، بل أكثر من ذلك قد أصبح الإنسان ملزم بمواكبة ومسايرة التقنية وقوانينها الكونية الشاملة، وبذلك فقد قلصت من فعاليته الإبداعية وحدّت من حريته ومسّت حضارته الرمزية.

تركيب للمحور الثالث:

لقد طرح إشكال التقدم العلمي والتقني وأثاره على الطبيعة وعلى الإنسان تصورات فكرية متقابلة، تصورات تبرز الجانب الإيجابي والمنير للتطور العلمي – التقني وتدافع عنه بقوة مستندة إلى حجج واقعية وعلمية، وتصورات أرى تبرز في المقابل الجانب المظلم والمخيف للتطور العلمي والتقني دون اغفال الجاب المنير منه لذلك تطالب بالتحكم في تحكمنا في العلم والتقنية.