تحليل نص رالف بيلز مفهوما الطبيعة والثقافة دروس الجذوع المشتركة

المحور الأول؛ تحليل نص رالف بيلز: مفهوما الطبيعة والثقافة

مجزوءة الطبيعة والثقافة / مدخل نظري:

كثيرا ما نسمع بكلمة الطبيعة، كما نسمع بمصطلح الثقافة، فما المقصود بالطبيعة وبالثقافة؟ يحيل لفظ الطبيعة في معناه العام على العالم المادي الفيزيائي أي المحيط الخارجي، والذي يضم الكائنات الحية كالنبات والحيوانات والإنسان، والكائنات غير الحية كالجبال والبحار والكواكب وغيرها. وتعني الطبيعة في معنى خاص مجموع الخصائص المحددة لكائن ما أو شيئا ماديا أو مجردا، فطبيعة الإنسان مثلا هي ماهيته أي الخصائص الفطرية الثابتة الممزة له عن غيره من الكائنات الحية. وأما الثقافة فتحيل الكلمة على كل ما هو مكتسب من انتاجات مادية أو روحية/ ومن معارف وفنون ومعتقدات اجتماعية وسياسية، وأنماط العيش المختلفة، وتتميز الثقافة بالتنوع والاختلاف من شعب لآخر. وترادف الكلمة لفظة الحضارة. هكذا نلمس أن الإنسان كائن متعدد الأبعاد، فهو كائن بيولوجي غريزي يشترك مع الكائنات الأخرى في غريزة البقاء، وكائن ثقافي يخلق لنفسه عالم خاص من الرموز التي يغني بها وجوده ويحدد بها نفسه.

إذن، ومن خلال ما تقدم يمكن طرح مجموعة من التساؤلات: كيف يمكن التمييز بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي؟ ما الذي يجعل من الإنسان كائنا ثقافيا؟ كيف يتعامل الإنسان مع الطبيعة المادية الخارجيةش بماذا نفسر تنوع الثقافة الإنسانية؟

المحور الأول: التمييز بين الطبيعة والثقافة

تحليل نص رالف بيلز: مفهوما الطبيعة والثقافة

الإجابة على أسئلة الفهم:

1 - نشأة مصطلح الثقافة من أجل التميز بين الإنسان والحيوان؛ فقد جاء في النص أن معظم الحيوانات بما فيها القردة العليا تتبع نفس أنماط السلوك، في حين أن الإنسان العاقل يتميز بتنوع أنماط السلوك سواء من إنسان لآخر أو من مجتمع لآخر.

2 - يؤكد تحديد وتنوع السلوك الإنساني على حرية الإنسان وقدرته على التصرف؛ ذلك أن عادات الطعام مثلا تختلف بشكل لا نهائي من مجتمع لآخر.

3 - إن السلوك الإنساني تتدخل في تحديده عدة عوامل أبرزها:

- عوامل ثقافية تعود إلى ما هو سائد في المحيط الاجتماعي؛ من عادات وتقاليد ومؤسسات، وأنماط العيش والتنشئة الاجتماعية.

4 - ما يمكن فهمه من الجملة، هو أن الثقافة تشير إلى كل ما يكتسبه الإنسان ويتعلمه من أفكار وسلوكات مختلفة. وبهذا المعنى فهي تأتي في مقابل ما هو فطري بيولوجي ووراثي يوجد مع الإنسان منذ الولادة.

الإطار المفاهيمي لنص بيلز:

1 - جدول يوضح:

خصائص سلوك الإنسان

خصائص سلوك الحيوان

- تنوع السلوكات

- إبداع سلوكات

- التوالد+التنفس

- الهروب

- الضرورة البيولوجية

- سلوكات نمطية ثابتة

- البحث عن الغداء

- التوالد + التنفس

- الهروب

- الضرورة البيولوجية


نستنتج من الجدول أن هناك خصائص مشتركة بين الإنسان و الحيوان، و هي الخصائص الطبيعية، بينما هناك خصائص ينفرد بها الإنسان، وهي الخصائص الثقافية. هكذا يمكن القول أن كل ما هو مشترك بين الإنسان والحيوان فهو طبيعي، وكل ما يتميز به الإنسان عن الحيوان فهو ثقافي.

2 - عند ولادة الإنسان والحيوان نجد تفاوتا في قدرات وقوى جسمية، إلا أنه مع ذلك فالإنسان يتفوق على الحيوان من الناحية العقلية والثقافية. وهو الأمر الذي يجعله يطور حياته ونمط عيشه، بينما يظل نمط عيش الحيوان ثابتا.

3 - يعرف النص الثقافة بأنها مجموعة معتقدات وسلوكات منقولة من جيل لآخر. و يتم ذلك عن طريق ما يتعلمه الإنسان من المحيط الاجتماعي، وما يلقن له من قبل الآخرين. كما أن الجانب الأكبر من هذا التعلم يتم عن طريق تقليد الطفل للكبار.

البنية المفاهيمية:

يضم النص مجموعة من المفاهيم شكلت الأساس الذي بنى عليه صاحب النص موقفه؛

الانثروبولوجيا: علم يهتم بثقافة الشعوب ومظاهر الاختلاف فيما بينها،

الثقافة: كل ما يكتسبه الإنسان من عادات وسلوكات وصناعات وفنون، .. عبر التعلم والاكتساب،

الطبيعة: كل ما هو فطري غريزي يولد مع الإنسان أو الحيوان ويتسم بالثبات والضرورة،

البنية الحجاجية:

تخللت النص مجوعة من الحجج والتي مثلت عمود قضيته؛

المقارنة: التمييز بين الإنسان والحيوان على مستوى الخصائص السلوكية فالأول يصدر سلوكات متنوعة يكتسبها من محيطه ويعمل على تعديلها وتطويرها، والثاني سلوكاته ثابتة بحيث يصدر نفس السلوكات بحكم الفطرة والغيرزة التي تحكمه، وتتمثل هذه الحجة أيضا في كون الحيوان يولد مزودا بحكم الفطرة بقدرات بدنية وأليات دفاعية يفتقدها الرضيع عند ولادته،..

المثال: ذكر جماعات بشرية (الاسكيمو، الباجاندا، شعوب غرب افريقيا) كنماذج للتنوع الثقافي لدى النوع الواحد (الإنسان)،

الاستنتاج: بحيث ينتهي في كلامه ومن خلال ما سبق الى استخلاص تعريف لمفهوم الثقافة، كمحدد مميز للإنسان.

موقف صاحب النص: سلوك الإنسان ثقافي مكتسب

نميز في الإنسان بين جانبين رئيسين أحدهما فطري طبيعي، وهو الذي يشترك فيه الإنسان مع الحيوان، والآخر مكتسب وثقافي، وهو الذي يميز الإنسان عن غيره من الكائنات. ويرجع هذا التمييز إلى انفراد الإنسان بميزة العقل، الذي مكنه من تطوير أنماط عيشه وسلوكاته، وابتكار عدة تقنيات، وانتاج معارف وعلوم وفنون. وهذا التنوع هو مظهر من مظاهر الثقافة لدى الإنسان.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق