الأيديولوجيا والوهم وظائف الأيديولوجيا

المحور الثالث: الأيديولوجيا والوهم، علاقة الإيديولوجيا بالوعي واللاوعي، دروس الأولى باكالوريا جميع الشعب.

تأطير إشكالي   للمحور

يتحدد الوعي بمعان ودلالات مختلفة، لكنها تشترك في ربطه بالفرد أو الأنا وحدية، وهناك ايضا وعيا جمعيا يشترك فيه أعضاء جماعة أو أمة أو شعب، وعي نعتقد غالبا أنه يعكس العلاقات الحقيقية القائمة بين الناس بشكل موضوعي، غير أن الواقع الاجتماعي والسياسي يكشف عن وجود وعي لا يعكس هذه العلاقة بأمانة. فكيف يمكن للوعي أن يزيف العلاقات الحقيقية القائمة بين الناس ويَقلِبها؟ كيف يصير الوعي أيديولوجيا يقوم على الوهم بدل الحقيقة؟ ما علاقة الأيديولوجيا بالوهم؟

مطلب التحليل؛ استثمار نص بول ريكور (وظائف الأيديولوجيا)؛

إشكال النص؛ ما الأيديولوجيا؟ ما هي وظائفها؟ وما علاقتها بالوعي والواقع؟

أطروحة النص؛

الأيديولوجيا تقوم بثلاث وظائف، تساعد السلطة أو الطبقة المهيمنة على فرض سيطرتها، وذلك بتشويه الواقع وتبرير خطاباتها الفكرية والسياسية حتى تبدو أكثر اقناعا وتحظى بقبول فئة عريضة من الطبقة المستهدفة، فتدمج خطابها في وعي الناس بحيث تشركهم في تخليد مناسباتها الدينية والاجتماعية والوطنية، فيتشكل لديهم الاحساس بالانتماء لهوية تلك الجماعة، وهكذا تصبح الأيديولوجيا منتجة للوهم.

البناء المفاهيمي لنص بول ريكور؛

الأيديولوجية: العملية الفكرية العامة التي بها تقوم جماعة ما بقلب وتشويه حياة الناس الواقعية، عبر دمجهم في هويتها الثقافية خدمة لمصالحها.

التشويه: أي تزييف الحقائق وعرضها بشكل مخالف للواقع،

التبرير: تقديم تعليلات وتوضيحات الاقناع بمزايا سياسة ما وصلاحيتها،

الإدماج: اشراك الأفراد في مجموعة من الأنشطة والاحتفتلات الخاصة لخلق شعور الانتماء بالجماعة والتشبع بهويتها الثقافية الجماعية،

الهوية: مجموع المبادئ والمعتقدات الخاصة التي يتبناها الشخص او الجماعة وتعتبرها جزءا لا يتجزء من كيانها ( اللغة، الدين، العادات، القيم الأخلاقية،،)،

السلطة: القدرة على الحكم واصدار القرار وفرضه من خلال أجهزة ومؤسسات عدة،

البناء الحجاجي لنص وظائف الإيديولوجية؛

حجة شبه منطقية: أسلوب الاستنباط، بحيث انطلق من عرض فكرة عامة وهي أن للأيديولوجيا ثلاثة استعمالات أو وظائف،

ألية الجرد والإحصاء: جرد وإحصاء وظائف الأيديولوجيا الثلاث واحدة واحدة، والعمل على شرحها،

حجة السلطة؛ الاستشهاد بتاريخ الفلسفة، باستحضار ماركس تحديده الخاص للأيديولوجيا،

الاستعارة ما يحدث في العلبة السوداء، هو نفسه عمل الأيديولوجيا مع الواقع، فهي تقوم الأيدلوجية بقلب الحقيقة وتزييف الوعي أو خلق الوهم.

علاقة الإيديولوجيا بالوعي واللاوعي

مطلب المناقشة؛ استثمار مواقف أخرى، 

موقف كارل ماركس؛

تمثل الأيديولوجيا نوعا من من أنواع الوعي المغلوط والمزيف، وعي يحاول أن يقدم لنا عن الواقع تصورا ظاهره يبدو حقيقيا، وهو في حقيقته مجرد وهم يرتبط لمصلحة اجتماعية لطبقة أو فئة معينة

موقف ألتوسير؛

ينتقد ألتوسير التصور الماركسي لعلاقة الأيديولوجيا بالوعي، ويكشف عن البعد اللاواعي للأيدولوجيا، فهي لا تربط بالوعي، بل تتأسس على الوهم والخيال، إنها الواعية في جوهرها إذ تندمج العلاقة الواقعية المدركة بالمتخيل والإرادة والأمل. هكذا تستهدف الأيديولوجيا التأثير على الأفراد وتحديد نوع العلاقة التي يجب أن تربطهم بواقعهم وظروف عيشهم

موقف نيتشه؛

ما الذي يفسده الوعي في حيان الإنسان؟ لا يختلف الإنسان في نظر نيتشه عن جميع المخلوقات الحية، فهو "يفكر بدون انقطاع، لكنه لا يعرف ذلك. وما الفكر الذي يصير وعيا، إلا أصغر أجزاء الفكر، أو لنقل إن الوعي هو أكثر أجزاء سطحية وأشدها سوءا". فالوعي هو نتاج العلاقة القائمة بين الآخرين والمطيعين منهم، وبذلك فهو بمثابة أيديولوجيا منتجة للوهم، وهنا يتكشف المراد من اعتبار الوعي أسوء أجزاء الفكر.

موقف إريك فايل؛

ليس الوعي هو ما يشوه حياة الناس ويقلبها، بل على العكس تماما، فهو الذي يمنح معنى وقيمة للحياة. والتفكير في المعنى من وظيفة الفلسفة وليس من اختصاص العلم الذي يهتم بالقضايا المادية التي يمكن إخضاعها التجربة.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق