الإدراك الحسي والشعور مشكلة الوعي ما الوعي؟ الوعي ذاكرة..

المحور الأول: الإدراك الحسي والشعور، ما الوعي؛ مواقف: شونجو، راسل، ديكارت، برغسون، هيوم

مفهومي الوعي واللاوعي؛  تأطير إشكالي

يُعَرّف الإنسان بالكائن العاقل الواعي، وغيرها من السمات المميزة له عن الحيوان، فما دلالة الوعي؟ من الناحية اللغوية؛ يحدد ابن منظور لفظ الوعي بمعنى الإدراك، فالشخص الواعي هو الحافظ والفاهم، بمعنى المدرك لشيء، أما لالاند فيرى أن الكائن الواعي هو الذي يحمل معرفة مباشرة بالذات وبالأشياء الأخرى. وأما من الناحية الفلسفية فتعددت مدلولات الوعي باختلاف التوجهات الفكرية، فهناك من ربط الوعي باليقظة، وآخرين ربطوه بالشعور، وهناك من قرنه بالفكر أو العمليات النفسية…  ويصنف الوعي إلى أربعة أصناف: الوعي التلقائي، والوعي التأملي (الذكاء، الإدراك، الذاكرة)، والوعي الحدسي، والوعي المعياري الأخلاقي.

وأما مفهوم اللاوعي أو اللاشعور، فهو في مقابل الوعي أو الشعور، ويحيل على الحالات النفسية التي لا يدرك فيها المرء ما يصدر عنه أو الحالات التي يتصرف فيها بغير إرادته الحرة.

بناء على ما سبق، يمكن أن نتساءل ونعيد السؤال حول مفهوم الوعي في ظل تعدد مدلولاته، هل الوعي كمفهوم قابل للتحديد أم أن ذلك في غاية من التعقيد؟ وما علاقة الوعي باللاوعي؟ هل دائما الإنسان تصدر عنه أفعال واعية وقصدية أم أنه يقوم بأفعال أقرب ما تكون إلى الوهم بحيث لا تعكس حقيقة الذات وحقيقة العلاقات بين الناس؟ ما هي مظاهر اللاوعي؟ 

المحور الأول: الإدراك الحسي والشعور

إشكال المحور؛ هل الإدراك الحسي هو ما يحدد الشعور / الوعي أم للوعي بعد أخر تأملي حدسي وليس حسي فقط؟

تحليل نص " شونجو " الوعي نشاط عصبي فيزيولوجي

أسئلة النص؛ ما الوعي؟ هل يمكن تحديدها بدقة؟ وما علاقته بالإدراك الحسي؟

أطروحة النص؛

يمكن تحديد مفهوم الوعي وإعطاءه تعريفا عن طريق تحريره من مجال المقاربات الآدبية والخطابات الدينية والفلسفية، وجعله موضوعا خاصا بالدراسات العلمية، فالوعي بمثابة نشاط عقلي عصبي.

البناء المفاهيمي للنص؛

الوعينشاط عقلي مشروط فيزيولوجيا، بوظائف الخلايا العصبية،
الفيزيولوجياعلم يدرس وظائف الأعضاء،
الجهاز العصبيهو جهاز مسؤول عن نقل رسالة ما إلى الدماغ عبر السيالات والخلايا العصبية،
التمثلصورة عقلية ذات طابع مادي، عن موضوع معين.

البناء الحجاجي للنص؛

أسلوب الدحض والتفنيد: يكذب كون الوعي أو الوظائف الدماغية من اختصاص الفلاسفة أو الأدباء ورجال الدين، فهو موضوع البحث العلمي،

ألية التعريف: تحديد مفهوم الوعي باعتباره نشاط عقلي عصبي مرتبط (بالإدراك الحسي) بأدوار ووظائف الجهاز العصبي،

حجة السلطة: الاستشهاد بقول " جاك مونو " ونتائج تجارب علمية لتأكيد أن الوعي كنشاط عقلي يرتبط بالإدراك الحسي، وتمثل معطيات العالم الخارجي على شكل صور عقلية.

مطلب المناقشة؛ استثمار مواقف أخرى،

تحليل نص " راسل " مشكلة الوعي،

إشكال النص؛ ما مفهوم الوعي؟ ولم يصعب تعريفه؟ وما علاقته بالإدراك الحسي؟

أفكار النص وعناصره؛

  1. ربط الوعي باليقظة، واعتباره خاصية إنسانية، وابراز ما للغة المستعملة من أهمية في تحديد الوعي،
  2. ربط الوعي بمثيرات العالم الخارجي (رد فعل)، وبما يوجد في باطن الإنسان من أفكار وعواطف (استيطان)،
  3. صعوبة إعطاء تحديد دقيق لمفهوم الوعي،

أطروحة النص؛

بالرغم من صعوبة تحديد مفهوم دقيق للوعي، إلا أنه يمكن أن نربطه بأهم سيماته، بالإدراك؛ فهو كإدراك حسي بمثابة رد فعل تجاه منبهات العالم الخاجي، وإدراك باطني، باعتبار الوعي استيطان وتأمل للذات ومكوناتها الباطنية.

البناء المفاهيمي؛

الوعي: إدراك حسي لمعطيات المحيط الخارجي، واستبطان  للذات،

ردود الفعل: مجموع الاستجابات التي تصدر عن الذات جراء تعرضها لمثيرات خارجية،

الإدراك: معرفة الذات ووعيها بما يصدر عنها من ردود أفعال..

الاستبطان: تأمل الذات لذاتها واكتشافها لمكنوناتها.

البناء الحجاجي؛

قام النص في مجمله على الشرح والتفسير، وقد استثمر في ذلك الكاتب بعض الحجج، كالمثال (سماع الصوت / الاستدارة)، فحجة بالتعريف ( الوعي بمثابة ردود أفعال)، وأخرى بالمقارنة (الاختلاف بين الحجر والإنسان على مستوى رد الفعل والوعي به)،

موقف ديكارت؛

إن معرفة النفس الإنسانية أيسر من معرفة الجسد. فالإنسان جوهر مفكر، يعي ذاته بذاته، بواسطة التفكير، وهذه حقيقة بديهية واضحة بذاتها. نفهم من ذلك أن لا علاقة للوعي بالإدراك الحسي.

موقف هيوم؛ ( الوعي بالذات إدراك حسي)؛

يرى الفيلسوف الانجليزي، التجريبي، هيوم أن التجربة هي أصل كل معرفة. والوعي لا يمكن أن ينفصل عن الإدراك الحسي. "فلا يمكنني أن أعقل نفسي (أنا) في أي لحظة من دون عملية إدراكية ما، ولا يمكنني أن ألاحظ إلا الإدراك".

موقف برغسون ( الوعي ذاكرة)؛

يمكن تعريف مفهوم الوعي، وتحديده بشكل دقيق، فالوعي ذاكرة، أي وصل بين ما كان وما سيكون، بين الماضي والمستقبل، "كل وعي ذاكرة" فهما متلازمان، إذ لا وعي بدون ذاكرة ولا ذاكرة بدون وعي.

خلاصة تركيبية

تعددت المواقف بخصوص مسألة الوعي وعلاقته بالإدراك الحسي، فهناك مواقف متقاربة أو متمايزة فيما بينها (شونجو، راسل، هيوم)، وهي ذات المواقف التي تتعارض مع الواقف الأخرى (ديكارت، برغسون، هوسرل).

لكن السؤال الذي ينبغي طرحه، هل الإنسان يدرك بشكل دائم كل ما يصدر عنه ويتحكم بذاته في كل تفاصيلها؟

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق